النصوص الشرعية: خصائصها وضوابط الإستنباط منها

إن الوحي -كتاباً وسنة- روح العالم ونوره، وهداية الدنيا وسعادة الآخرة، ونصوص الوحي الشريف هي الحجة العليا، وهي الحق المحض وسفينة النجاة بإذن الله، ولقد جمعت النصوص بين الحكمة والرحمة، وبين الحفظ والعصمة، وبين الإحكام والتفصيل، وبين الشمول والوضوح، وبين الجلال والكمال بكل اعتبار، اجتمعت أمة المسلمين في الزمان الأول على تعظيم النصوص وتقديسها، واتباعها والعمل بمضمونها، فسادت الأمم وقادت، فلما لاح فجر تمكين، وصبح عزة كان لزاماً على ولاتها ورعاتها من العلماء الربانيين أن يأخذوا بزمامها نحو كتاب ربها وسنة نبيها (صلى الله عليه وسلم)، وفي هذا السياق يأتي هذا البحث، في ثلاثة مطالب مختصرة تهدف جميعاً إلى تعظيم النصوص الشرعية وبيان خصائصها، وبيان ضوابط الإستنباط منها، ونسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بنواصينا إليه أخذ الكرام عليه، وأن يرزق أمتنا تحكيم كتاب ربها واتباع سنة نبيها (صلى الله عليه وسلم).