الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...كنت قد درّست مادة «الأديان والفرق» لطلّاب كليات المجتمع، وقد كانت الطبعة الأولى من كتابنا هذا تتناسب مع خطة وزارة التربية والتعليم العالي، وبعد نفاذ الطبعة ـ ولله الحمد ـ رغب إليّ بعض الأخوة والأحبة في إعادة طباعة الكتاب لتزويد القارئين وطلبة العلم بالمعرف...
قراءة الكل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...كنت قد درّست مادة «الأديان والفرق» لطلّاب كليات المجتمع، وقد كانت الطبعة الأولى من كتابنا هذا تتناسب مع خطة وزارة التربية والتعليم العالي، وبعد نفاذ الطبعة ـ ولله الحمد ـ رغب إليّ بعض الأخوة والأحبة في إعادة طباعة الكتاب لتزويد القارئين وطلبة العلم بالمعرفة التي تساهم في جلاء الرؤية وبيان الحق عن الحركات والمذاهب المعاصرة، إذ أنّ معرفة المسلمين بانحرافات الجاهلية المعاصرة تزيدهم معرفة بكمال الدين المنزّل من عند الله، فحرصنا في كتابنا هذا أن نزوّد القارئ بفكرة عن الأديان المعاصرة من حيث أهدافها ومقاصدها وتاريخها وقضاياها، وتعريف طلبة العلم بالفرق المعاصرة التي تدّعي نسبتها للإسلام، وبيان فلسفتها وعقائدها، وتزويدهم بحجج الإسلام العقلية، وتمكينهم من ردّ الشبهات وتفنيدها ليستعينوا به على محاجّة الآخر والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة...ومقتضيات التأليف تتطلب أن نضيف في طبعتنا هذه مجموعة من الفرق والأديان والتيارات والحركات والمذاهب، فنعرضها عرضاً مجملاً نبين فيه ما تحتوي عليه من حقائق وما تحتوي عليه من أباطيل، ونبيّن فيه الظروف التي أدّت إلى نشأتها وتشكلّها، وأبرز شخصياتها وأهم أفكارها ومعتقداتها، والجذور الفكرية والعقائدية لها وأماكن انتشارها ونفوذها...وهذا الكتاب ألّفته لكل من يرغب أن يعرف شيئاً عن الأديان والفرق والتيارات الفكرية المعاصرة المنتشرة في العالم، ولم أقصد به أن يكون دراسة متخصصة، ولكني حاولت أن أضع فيه القدر المناسب من المعلومات، الذي يلقي ضوءاً معقولاً على هذه الأديان والمذاهب والتيارات والأفكار والحركات...ولم أتحدّث عن كل المذاهب المعاصرة، فلم يكن قصدي الاستقصاء، إنما ذكرت أبرز هذه المذاهب والحركات وأكثرها انتشاراً في عالمنا المعاصر..وهذا الكتاب محاولة متواضعة لكشف النقاب عن بعض هذه الأديان والفرق والحركات التي ضللت الأمة ولا تزال تضللها تحت شعارات خادعة كاذبة..﴿ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ [ق: 37].﴿ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ [الأنعام: 153]...وإني آمل من كل قارئ يرى ملاحظة أو يعنّ له رأي أن يبصرنا به، فالكمال لله وحده، والله نسأل أن يجعله خالصاً وجهه الكريم، فإن كنت قد قصّرت فيما بذلت من الجهد فهذا هو العجز البشري، وإن كنت قد وّفقت فمن الله وحده، والله ولي التوفيق...المؤلف