شرح منظومة سبك التِّبر في نظم أحكام السِّحر ويليه « الطُّرق المرضية في علاج السحر والأدوية والأذكار الإلهية »في عصرنا المتموج بالغرائب نرى أن أمر السحر قد انتشر ، وصرنا كثيراً ما نسمع عن أولئك المسحورين الذين يبحثون عمن يفك سحرهم ، وذلك لأنه حينما يحوطنا اليأس ، وتخذلنا الحياة ، ونتخلى عن الإله فيتخلى عنا ؛ لأن قانون الله تعالى ...
قراءة الكل
شرح منظومة سبك التِّبر في نظم أحكام السِّحر ويليه « الطُّرق المرضية في علاج السحر والأدوية والأذكار الإلهية »في عصرنا المتموج بالغرائب نرى أن أمر السحر قد انتشر ، وصرنا كثيراً ما نسمع عن أولئك المسحورين الذين يبحثون عمن يفك سحرهم ، وذلك لأنه حينما يحوطنا اليأس ، وتخذلنا الحياة ، ونتخلى عن الإله فيتخلى عنا ؛ لأن قانون الله تعالى يقول : ( احفظ الله .. يحفظك ، احفظ الله .. تجده تجاهك ) .عندما تضيق السبل ، وننسى منهج ربنا ، ونلجأ إلى هذا المسار المتخلف ، ونعتقد أن الربط والحل بأيدي أولئك السحرة المارقين ، فنوكل لهم أمرنا .. ننسى أننا بذلك دخلنا بوابة الشقاء والخزي ؛ لأن الله تعالى يقول : ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه ﴾ ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اجتنبوا السبع الموبقات » ؛ أي : المهلكات ، وذكر منها السحر .وعندما قل الأطباء الصالحون ، وكثر الأدعياء المارقون ، وصار الناس يتخبطون يمنة ويسرة يبحثون عن الشفاء على أيدي الدجالين والجاهلين .. كثر المترددون على أبواب المشعوذين ، وهذا متمحض من عدم إيمان بالله وعدم يقين وتوكل عليه ، وعدم معرفة بأصول الشريعة الغراء .وصار الناس يبحثون عن حلول سهلة ، دون بذل أي جهد أو مجاهدة ، وهذا ما لا يقرُّه الإسلام ولا يرضاه .وتفرق الناس على أبواب السحرة وشياطين الجن يعدونهم بالشفاء وقضاء الحاجات ، ويستحلبون دينهم قبل مالهم ؛ كما قال تعالى : ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَـانُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾ .ولكن القرآن الكريم ظلَّ يناديهم : ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾ .في خضمِّ هذه الظروف التي نعيشها ارتأت دار المنهاج أن تطبع هذا الكتاب الذي صاغته أنامل الأديب الجهبذ الكبير : الدكتور محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل ؛ ليحدِّد لنا الداء ويصف لنا الدواء الناجع بإذن الله تعالى .فأجمل لنا أحكام السحر بمنظومته اللطيفة البديعة ، ثم شرحها لنا شرحاً وافياً كافياً ، وأعقب ذلك ببيان الأدوية الإلهية من الكتاب والسنة النبوية .فجاء ولله الحمد سهلاً واضحاً ، يفي بالمقصود بفضل الله مولانا المعبود ، فدونكم هذا المنهل الروي ، والدواء الصافي النقي .