عاش الكاتب الصيني داي سيجي مرحلة من أكثر مراحل تاريخ بلده اضطراباً وانغلاقاً، وهي المرحلة التي توّجت بالثورة الثقافية، وكان سيجي الطالب الجامعي، واحداً من الذين "أعيد تأهيلهم"، إذ أجبروا على التوقف عن الدراسة، والذهاب إلى مناطق الريف لممارسة "الحياة الثورية" مع الفلاحين. عرفت تلك المرحلة أسوأ أيديولوجيات السياسة والحكم وتركت تأث...
قراءة الكل
عاش الكاتب الصيني داي سيجي مرحلة من أكثر مراحل تاريخ بلده اضطراباً وانغلاقاً، وهي المرحلة التي توّجت بالثورة الثقافية، وكان سيجي الطالب الجامعي، واحداً من الذين "أعيد تأهيلهم"، إذ أجبروا على التوقف عن الدراسة، والذهاب إلى مناطق الريف لممارسة "الحياة الثورية" مع الفلاحين. عرفت تلك المرحلة أسوأ أيديولوجيات السياسة والحكم وتركت تأثيرها لى معظم الذين عاشوها.ذهب داي سيجي إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي وصار مخرجاً معروفاً له العديد من الأفلام، ولكن يبدو أنه أراد دائماً أن يكتب عن مرحلة "الثورة الثقافية" تلك، فكتب عنها روايته الأولى "بالزاك والخياطة الصينية الصغيرة"، التي أثارت إعجاباً كبيراً، ورشحت لجائزة "غونكور" الفرنسية، ثم كتب هذه الرواية متناولاً الفساد والرشوة والإذلال في مرحلة الحكم الماوي، وكذلك الجهل والظلم والسجون، في إطار قريب من السخرية السوداء.