جزء من الكتاب:بدا الكاتب بسرد قصته مع صديق له جاءه غاضب اشد الغضب مصرحا له عن ندمه على الزواج ثم تدرج معه الكاتب في اقناعيه بان لايكلف زوجته ماهو فوق طاقتها حتى توصل في النقاش الى:"قلت : ...وهكذا خلق الله المرأة ! قال : ماذا تعني ؟قلت : إن الطبيعة النفسانية التي اشتكيتها في المرأة ، هي التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها . ولو ق...
قراءة الكل
جزء من الكتاب:بدا الكاتب بسرد قصته مع صديق له جاءه غاضب اشد الغضب مصرحا له عن ندمه على الزواج ثم تدرج معه الكاتب في اقناعيه بان لايكلف زوجته ماهو فوق طاقتها حتى توصل في النقاش الى:"قلت : ...وهكذا خلق الله المرأة ! قال : ماذا تعني ؟قلت : إن الطبيعة النفسانية التي اشتكيتها في المرأة ، هي التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها . ولو قرأت طبيعة المرأة في كتيب التعليمات المرفق معها ، لما طلبت منها ما تطلبه من رجل ! قال : أي كتيب معلومات تقصد ؟قلت : ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت ، وإذا تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا " قال : بلى قرأته قلت : اسمح لي إذن أن أقول ، إن ما تطلبه من زوجتك ، يشبه ما يطلبه صاحب السيارة التي حددت سرعتها ب 180 كم / الساعةقال : تعني أن زوجتي لن تستجيب لي، كما لن تستجيب السيارة لصاحبها الذي يضغط دواسة البنزين فيها لتتجاوز سرعة 180 المحددة لها ؟ قلت : تقريباقال : ماذا تعني ب " تقريبا " ؟قلت : تأمل حديثه صلى الله عليه وسلم إذ يخبرنا بأن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن هذا العوج من طبيعة المرأة فإذا أراد الرجل أن يقيمه أخفق وانكسر الضلع قال : كما يحترق الجهاز الكهربائي المحددة طاقة تشغيلة 120 فولتا . إذا وصلنا به طاقة كهربائية ذات 230 فولتا قلت : أصبت قال : ولكن ألا ترى أن هذا يعني نقصا في قدرات المرأة ؟قلت : نقص في جانب ..ووفرة في جانب . يقابلهما في الرجل ..نقص ووفرة أيضا ...ولكن بصورة متقابلة فنقص المرأة تقابلة وفرة في الرجل ووفرتها يقابلها نقص في الرجلقال : اشرح لي ...نقص في ماذا ...ووفرة في ماذا ؟قلت : عد معي إلى العوج الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليها وسلم في الحديث وحاول أن تتصور أما ترضع طفلها وهي منتصبة القامة !أو تلبسه ثيابه وهي منتصبة القامة أو تضمه إلى صدرها وهي منتصبة القامة قال : يصعب ذلك فلا يمكن تصور أم ترضع طفلها إلا وهي منحنية عليه وتلبسه ثيابه إلا وهي منحنية عليه ولا تضمه إلى صدرها إلا وهي منحنية عليه قلت : تصور أي وضع من أوضاع رعاية الأم لطفلها فلن تجدها إلا منحنيةقال : وهذا يفسر سر خلقها من ضلع أعوج قلت : هذه واحدة قال : والثانية قلت : جميع الألفاظ التي تحمل العوج في اللغة العربية ..تحمل معنى العاطفة في الوقت نفسهقال : وأين العوج في كلمة العاطفة ؟قلت : مصدر العاطفة " عَطَف " ومن هذا المصدر نفسه اشتقت كلمة المنعطف .. وهو المنحني كما تعلم وفي لسان العرب : عطفت رأس الخشبة فانعطف أي حنيته فانحنىوالعطائف هي القسي وجمع قوس ألا ترى معي القوس يشبه في انحنائه الضلع قال : سبحان الله ، وهل ثمة كلمة أخرى يشترك بها معنى العوج ومعنى العاطفة ؟ قلت : دونك الحنان ألا يحمل معنى العاطفة ؟ قال : بلى . الحنان هو العطف والرقة والرأفةقلت : وهو يحمل العوج أيضا . تقول العرب : انحنى العود وتحنى : انعطف . وفي الحديث : لم يحن أحد منا ظهره، أي لم يثنه للركوع . والحنية : القوس .وها قد عدنا للقوس التي تشبه في شكلها الضلع .قال : زدني، .زادك الله من فضله . هل هناك كلمة ثالثة؟قلت : هل تعرف من الأحدب ؟ قال : من تقوس ظهره!قلت : وها قد قلت بنفسك تقوس واشتققت من القوس فعلا وصفت به انحناء ظهر الأحدبوقال : ولكن أين معنى العاطفة في الأحدب ؟قلت : في اللغة : حدب فلان على فلان وتحدب : تعطف وحنا عليه . وهو عليه كالوالد الحدب وفي حديث علي يصف أبا بكر رضي الله عنهما : " وأحدبهم على المسلمين " أي أعطفهم وأشفقهمقال : لا تقل لي إن هناك كلمة رابعة؟قلت : أليس الاعوجاج في الضلع يعني أنه مائل ؟قال : بلىقلت : العرب تقول : الاستمالة : الاكتيال بالكفين والذراعين . قال : هذا يشير إلى العوج والانحناء .ولكن أين العاطفة ؟قلت : ألا ترى أن اصل كلمة هو" الميل " والميل اتجاه بالعاطفة نحو الإنسان أو شيء ، تقول : أميل إلى فلان أو إلى كذا ؟وفي لسان العرب " الميل " العدول إلى الشيء والإقبال عليهقال : حسبك . فما فهمت العوج في الضلع الذي خلقت عليه المرأة ...كما فهمته الآن، فجزاك الله خيرا قلت : ويجزيك على حسن استماعك ومحاورتك وسرعة استجابتك للحق "