ظلم الشاعر الكبير أحمد محرم بالقياس لشعراء عصره، فقد كان يقف في الصف الأول من شعراء البعث الأدبي الذي تزعمه البارودي، وكانت المقارنات تعقد بينه وبين شوقي لأنه الذي يليه في مكانته الأدبية، ومع اشتهاره لم نجد من الدراسات الأدبية ما يضعه الموضع الصحيح الذي كتب له أن يتبوأه عن جدارة وإبداع..ثم إنه يمتاز عن جميع شعراء عصره بالقول في ...
قراءة الكل
ظلم الشاعر الكبير أحمد محرم بالقياس لشعراء عصره، فقد كان يقف في الصف الأول من شعراء البعث الأدبي الذي تزعمه البارودي، وكانت المقارنات تعقد بينه وبين شوقي لأنه الذي يليه في مكانته الأدبية، ومع اشتهاره لم نجد من الدراسات الأدبية ما يضعه الموضع الصحيح الذي كتب له أن يتبوأه عن جدارة وإبداع..ثم إنه يمتاز عن جميع شعراء عصره بالقول في جميع قضايا العالم الإسلامي في شتى أقطاره.. إذ كان في طليعة الدعاة إلى الوحدة الإسلامية، وفي مقدمة من حاربوا الاستعمار الأوربي في قصائد رنانة بلغت موضع التأثير الحار من قلوب القارئين..وفي هذا الكتاب فصول تعرض بعض لوحاته الأدبية، لتعيد إليه مكانته التي غابت عن الكثيرين، كما توضح صورته مناضلاً عن الفكرة الإسلامية، وهاتفًا بأمجاد السيرة النبوية في إلياذة مجلجلة أشرقت بأنوار الرسالة المحمدية، وعرضت بطولتها الرائعة في عالم الشرك والطغيان.. وهو عمل انفرد به الشاعر الكبير، وحذاه من تلاه؛ دون أن يرقوا إلى أفقه الفسيح..فإذا قلنا: إن محرمًا كان صوت الإسلام الصارخ في مهب الأحداث العاتية، ففي هذا الكتاب البرهان الناطق بأبلغ بيان وأوضح دليل.