النوع الثاني في فن كتابة السيرة هو أن يقوم الكاتب على استنباط السير الذاتية من شخص معيّن، ربما يجلس معه عدة جلسات تطول أو تقصر، ثم يصوغ ما توصل إليه في سرديات إبداعية. هذا النوع هو مايقوم به الزميل محمد السيف، وهو أخرج لنا سير ذاتية لأحياء وأموات استنبطها بجهد يفوق في نظري قيمة السيرة نفسها. عبد الله إبراهيم العسكرإن بداية معرفت...
قراءة الكل
النوع الثاني في فن كتابة السيرة هو أن يقوم الكاتب على استنباط السير الذاتية من شخص معيّن، ربما يجلس معه عدة جلسات تطول أو تقصر، ثم يصوغ ما توصل إليه في سرديات إبداعية. هذا النوع هو مايقوم به الزميل محمد السيف، وهو أخرج لنا سير ذاتية لأحياء وأموات استنبطها بجهد يفوق في نظري قيمة السيرة نفسها. عبد الله إبراهيم العسكرإن بداية معرفتي بالمؤلف محمد السيف جاءت من خلال اللقاء الذي أجراه مع رجل الإدارة الفذ محمد الطويل، وقد أحسستُ من اللقاء وطبيعة الأسئلة بأن السيف يدرك الكثير من علل الإعاقة الإدارية التي نعاني منها وتبيّن لي منها أنه مهموم بمعضلة التخلف، ثم قرأتُ ما كتبه عن القيادي الراحل عبد العزيز التويجري، أما الاقتناع الأشد بأهمية الجهد الذي يقوم به، فقد توفر لديّ بعد أن قرأتُ كتابه عن عبد الله الطريقي، ثم علمت بأنه منشغل بتتبع سير الرجال الذين كانت لهم أدوار في تاريخنا المعاصر، سواء من أهل الفكر أو الإدارة أو التميّز في أي جانب من الجوانب الإدارية أو الاجتماعية أو الصناعية أو غيرها، وعرفتُ أنه أنجز دراسة عن عبد الله القصيمي وعبدالرحمن المنصور وعبد اللطيف العيسى ومنير العجلاني وعبد الرحمن البطحي وصالح العمير وناصر المنقور، وربما تكون دراساته عن الطريقي والمنقور والقصيمي هي الأكثر أهمية..إبراهيم البليهي أستمتع كثيراً بالعطاء الكبير والمتميز، بل والنادر الذي يقدمه المؤرخ محمد السيف، فقد أخذ على عاتقه تدوين بعض السير الذاتية لمسؤولين وشخصيات هامة كان لها أثر كبير وملموس في حاضرنا المعاصر. آخر هذه الجهود كان حديثه المطول مع الأستاذ صالح العمير، نائب وزير المالية. وكان الأخ محمد قد أنهى قبل ذلك كتابه الرائع "عبد الله الطريقي: صخور النفط ورمال السياسة". ومن الأسماء الأخرى التي تناولها عبد العزيز التويجري وناصر المنقور ومحمد الطويل وعبد الله القصيمي.فهد الدغيثر