الكتاب من تحقيق أبي عمار ياسر بن كمال.إن العلوم وإن كانت تتعاظم شرفاً، فلا مرية في أن الفقه واسطة عقدها، ورابطة حلها وعقدها، به يعرف الحلال والحرام، ويدين الخاص والعام. وقد خص الله عباده المؤمنين على النفير للتفقه في الدين، وكذلك فيه صلى الله عليه وسلم هذا وإن عظمة هذا العلم وشرفه ترتبط بأحكامه التي تساير المسلم وتلازمه في عموم ...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق أبي عمار ياسر بن كمال.إن العلوم وإن كانت تتعاظم شرفاً، فلا مرية في أن الفقه واسطة عقدها، ورابطة حلها وعقدها، به يعرف الحلال والحرام، ويدين الخاص والعام. وقد خص الله عباده المؤمنين على النفير للتفقه في الدين، وكذلك فيه صلى الله عليه وسلم هذا وإن عظمة هذا العلم وشرفه ترتبط بأحكامه التي تساير المسلم وتلازمه في عموم مسالك حياته فيما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين عباده؛ ففيها يشد حبل الاتصال بعبادة ربه في علانيته وسره، من طهارة وصلاة، وزكاة، وصيام، وحج، ونسائك. وبها تنشر راية الإسلام، ويرفع منار القرآن، وذلك في فقه الجهاد والمغازي، والسير، والأمانة والعهد، ونحو ذلك، وبها يطلب الرزق المباح، وبها يبتعد المسلم عن الإثم، وذلك في فقه المعاملات من بيع وشراء، وخيار، وربا، وصرف، وما جرى مجرى ذلك مما يرتبط بمعاملات الخلق المالية لبعضهم مع بعض، وبها تجري الأموال في وظائفها الشرعية من وقف، ووصية ونحوهما من أحكام التصرفات المالية. وبها يقف على فقه الفرائض المحكمة، فيسعد بنصف العلم، وتستقر الأحوال في يد أربابها على أعدل قسمة، وأتمّ نظام، وبفقهها ينعم بالحياة الزوجية الشرعية، وما يلحق بها من الأحكام. ويحيط بمدى محافظة الإسلام على ضروريات الحياة المشمولة باسم: الجنايات، والديات، والحدود.. فيعيش في أمن وأمان، وراحة بال واستقرار.وهكذا في أحكام الأطعمة والبخائر، والنذور والإيمان، وفي مباحث التقاضي وطرقه وأحكامه: موطن تحقق العدالة وفصل الخصام، فتقر الحقوق في أنصبائها، وتعاد الظلامات إلى أهلها. من أجل ذلك كله كان لأئمة الأمة اجتهاداتهم، التي طالما شهدت اختلافاً في بعض الأمور الفرعية.وقد اشتهر أن بين الإمامين أحمد والشافعي اختلاف في بعض المسائل حاول الإمام ابن قيم الجوزية ذكرها في هذا الكتاب. فقد تمّ الاعتناء به حيث قام المحقق بتخريج المسائل من أربعة كتب من الكتب المعتمدة في المذهب، ذاكراً الأقوال التي في المذهب، والروايات التي وردت عن الإمام أحمد، معتمداً في ذلك على اختصارها من كتاب الإنصاف الذي ضمّ بين دفتيه كل ما قيل في المذهب الحنبلي من أقوال ووجوه وروايات. بالإضافة إلى ذلك قام المحقق بمراجعة الكتاب على ثلاثة مراجع وهي؛ كتاب الفروع لابن مفلح، كتاب المغني لابن قدامة، وكتاب الكافي أيضاً لابن قدامة، بالإضافة إلى ذلك قام المحقق بشرح بعض الكلمات، مضيفاً بعض التعريفات، مكتفياً في ذلك بالمعنى الشرعي معتمداً في ذلك على المراجع التي اقتصر عليها، ملحقاً الكتاب بفهرس للموضوعات تسهيلاً لعمل القارئ والباحث.