من المقرر في مجال الاجتهــاد الفقــهي أن "الـرأي مشتــرك" كما قال عمــر بن الخطــاب ، ذلــك المجتهــد العظيــم الـذي لم يلحقه أحد بعده ، ولم يفر أحد فريه كما قال عنه رسول اللَّـه . ومن العلامات البارزة لرقي الشعوب والحضارات أن يكون الرأي فيها حيا متجددًا ثريا. وهذا ما كان واقعًا معيشًا في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية ، ولعل ...
قراءة الكل
من المقرر في مجال الاجتهــاد الفقــهي أن "الـرأي مشتــرك" كما قال عمــر بن الخطــاب ، ذلــك المجتهــد العظيــم الـذي لم يلحقه أحد بعده ، ولم يفر أحد فريه كما قال عنه رسول اللَّـه . ومن العلامات البارزة لرقي الشعوب والحضارات أن يكون الرأي فيها حيا متجددًا ثريا. وهذا ما كان واقعًا معيشًا في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية ، ولعل من نتائجه ما نجده اليوم بين أيدينا من ثروة فقهية عظيمة. ولمَّا كانت الأسرة - وما بها من علاقات ، وما يشوب هذه العلاقات من شوائب - في بؤرة اهتمام الشرع والقانون ؛ باعتبارها اللبنة الأساسية في صرح المجتمع المسلم - فقد أجريت تعديلات في بعض أحكام قوانين الأحوال الشخصية بجمهورية مصر العربية . ومما لا شك فيه أن وراء هذه التعديلات نوعًًا من الاجتهاد الفقهي. وقد جاء هذا الكتاب حاملاً بين دفتيه دراسة فقهية للأحكام الشرعية التي تضمنها قرار التعديل ، مزودًا بتأصيل هذه الأحكام من أوثق الكتب الفقهية في المذاهب المختلفة ، منتهيًا إلى أن بعض هذه الأحكام موافق لنصوص الشريعة محقق للمصلحة وبعضها الآخر غير ذلك ، مع تقديم المبررات و الأسانيد لكلٍّ، إضافة إلى العرض الأمين لأدلـة المخالـف ودراستها باستقصاء وتفصيل.