يعتبر مطلب توصيف مهن الموظفين من المطالب ذات الأهمية القصوى لأنه يمثل المرجعية الأولية الموجهة كما وكيفا لأنشطة وأعمال الموظفين والمحددة لمجالات تدخلهم واشتغالهم.وتزداد أهمية المطلب التوصيفي المشار إليه بالنسبة لمجال حيوي هام : إنه المجال التربوي والتعليمي الذي يستوعب عددا هاما من الأطر يأتي في مقدمتها المشرفون التربويون، هؤلاء ...
قراءة الكل
يعتبر مطلب توصيف مهن الموظفين من المطالب ذات الأهمية القصوى لأنه يمثل المرجعية الأولية الموجهة كما وكيفا لأنشطة وأعمال الموظفين والمحددة لمجالات تدخلهم واشتغالهم.وتزداد أهمية المطلب التوصيفي المشار إليه بالنسبة لمجال حيوي هام : إنه المجال التربوي والتعليمي الذي يستوعب عددا هاما من الأطر يأتي في مقدمتها المشرفون التربويون، هؤلاء الذين تشتد الحاجة أكثر لتوصيف وظائفهم نظرا لموقعهم القيادي في المنظومة التربوية والتعليمية ولأهمية الوظائف الإشرافية المكونة لعملهم، ولأدوارهم الوازنة في تأهيل وتنمية الموارد البشرية.وفي هذا الإطار يندرج موضوع هذا الكتاب الذي يشتغل على نشاطين متفاعلين :- النشاط الأول ويتمثل في تحديد وظائف المشرف التربوي الأساسية، وقد خصصنا لذلك الفصل الأول الذي يتكون من المباحث الأربعة الآتية : - المبحث الأول : المشرف التربوي ووظيفة بناء وتطوير المنهاج الدراسي. - المبحث الثاني : المشرف التربوي ووظيفة البحث التربوي.- المبحث الثالث : المشرف التربوي ووظيفة المتابعة والتقويم.- المبحث الرابع : المشرف التربوي ووظيفة التكوين المستمر للمدرسين.أما النشاط الثاني فيكمن في مقاربة الأدوار التنموية للمشرف التربوي وذلك عبر الفصل الثاني من هذا الكتاب، والذي يتألف من المبحثين الآتيين : - المبحث الخامس : مدخل مرجعي عام : دور التربية في التنمية. - المبحث السادس : دور المشرف التربوي في تأهيل وتنمية الموارد البشرية.والكتاب في تحديده وتحليله ومقاربته للوظائف الإشرافية وللأدوار التنموية للمشرف التربوي فإنه قد استلهم العديد من أقوال الدارسين والباحثين والمفكرين، كما أنه استأنس بعدد من الآراء التربوية والإشرافية الحديثة، وقد مهد في مقاربته للنشاطين المذكورين بعدد من المداخل المرجعية مثل : المفاهيم الحديثة للإشراف التربوي، ومقاربة مفهوم التكوين المستمر في علاقته مع المصطلحات المرتبطة به، ودور التربية في التنمية، والأدوار التنموية للبحث العلمي والبحث التربوي، والأدوار التنموية والمهنية للتكوين المستمر ، ومبادئ تحديث تدبير برامج التكوين المستمر والحلقات التكوينية، وأهمية رعاية الإبداع والمبدعين، وأهمية العناية بموضوع القيم والعلاقات الانسانية … هذا ولا يفوتنا أن نشير إلى أن مسوغ اختيارنا لمصطلح المشرف التربوي دون غيره من المصطلحات الرسمية المعتمدة ببعض الأقطار والبلدان يعود إلى سبب علمي محض يتمثل في كون الإطار المرجعي الأساسي المعتمد في قضايا الكتاب يستمد معطياته من ثقافة الإشراف التربوي الحديث، هذا علما بأننا تعاملنا تعاملا مرناً مع عدد من الأقوال أو الفقرات المستعملة للمصطلحات : الموجه الفني، المشرف الفني، المفتش، المؤطر، بحيث اعتمدناها في بعض الأحيان كمنطلقات للتمهيد أو للاستشهاد والاستدلال، وذلك كلما بدالنا بأن حمولتها منسجمة مع الإطار المرجعي المشار إليه أو تخدم التصور والرؤيا التي قاربنا بها وظائف المشرف التربوي.