يسعى الباحث في هذا الكتاب بداية إلى محاولة رفع بعض "الحجب" التي اعترت فكر نيتشه. وذلك بالعودة إلى "فكر نيتشه" من غير وساطة. فلقد آن الأوان، بعد إتمام صدور أعمال نيتشه الفلسفية الكاملة مترجمة ومحققة، أن يعمد الباحث المهتم بفكر نيتشه إلى الوصل مع متن المفكر وإلى القطع مع أشتات آرائه. وقد تحصل عن هذا أمران إثنان: أولهما: عمل هذا ال...
قراءة الكل
يسعى الباحث في هذا الكتاب بداية إلى محاولة رفع بعض "الحجب" التي اعترت فكر نيتشه. وذلك بالعودة إلى "فكر نيتشه" من غير وساطة. فلقد آن الأوان، بعد إتمام صدور أعمال نيتشه الفلسفية الكاملة مترجمة ومحققة، أن يعمد الباحث المهتم بفكر نيتشه إلى الوصل مع متن المفكر وإلى القطع مع أشتات آرائه. وقد تحصل عن هذا أمران إثنان: أولهما: عمل هذا الكتاب على الإستجابة إلى نداء نيتشه الداعي إلى أن تقرأ أعماله – على تشذرها التشذر البديع – بضرب من القراءة "نسقي". وذلك بحيث لا تؤخذ الشذرة المفتتة من هنا لتعارض بتلك هناك. وإنما تقرأ قراءة الوهلة الواحدة بالنفس الواحد. وثانيهما: حاول الباحث في هذا الكتاب إعادة بناء فكر نيتشه بكامله بدءاً من بسائط مفاهيمه. وقد قادته في هذا البناء الجديد أنظار نيتشه في "الحداثة"، تعريفاً وتوسيماً ونقداً. يقع الكتاب في 758 صفحة في مقدمة وعشرة فصول مقسمة إلى أربعة أقسام. عالج القسم الأول تاريخ البشر وتاريخ أنظارهم من القدامة إلى الحداثة، أما القسم الثاني فعالج جنيالوجيات الحداثة، أما القسم الثالث فقد نقد الحداثة وفي القسم الرابع حث على تجاوز الحداثة.
