قد لا يكون هذا العنوان وارداً في بحث يتناول التجربة التنموية في عصر الرسالة، فالرسول الكريم لم يشهد عصر الديجيتال ولم يسمع بهذا المصطلح أحد في عصر الرسالة. وقد يكون الأمر الأكثر غرابة أن يتناول هذه الحقيقة العلمية باحث ليس له تخصص في الشؤون العلمية، ومع أن هذه نقطة سلبية من جانب ولكنها تحمل جانباً إيجابياً هاماً وهي قدرة عموم ال...
قراءة الكل
قد لا يكون هذا العنوان وارداً في بحث يتناول التجربة التنموية في عصر الرسالة، فالرسول الكريم لم يشهد عصر الديجيتال ولم يسمع بهذا المصطلح أحد في عصر الرسالة. وقد يكون الأمر الأكثر غرابة أن يتناول هذه الحقيقة العلمية باحث ليس له تخصص في الشؤون العلمية، ومع أن هذه نقطة سلبية من جانب ولكنها تحمل جانباً إيجابياً هاماً وهي قدرة عموم الناس على فهم الحقائق الرقمية في العالم، والتعاطي مع ما ينجزه المتخصصون في عالم الديجيتال، وهنا يجب أن نركز على حقيقة هامة وهي أن الديجيتال وإن كان من صناعة المختصين فإنه لن يكون مفيداً إلا إذا دخل الحياة وتكرس طاقة علمية حقيقية في خدمة المجتمع، وبالتالي لن يبلغ رسالته إلا إذا إستطاع أن يصل إلى غير المتخصصين، وبالتأكيد فإن تصور الديجيتال خاصاً بالمتخصصين ولن يفهمه إلا المتخصصون هو تحنيط لهذه الحقيقة العلمية والحكم عليها بالنفي من العالم والإقامة الجبرية في مؤسسات الأتمتة وعزل الوحدات البشرية المؤتمتة عن العالم. يرتكز العلم الحديث وبشكل خاص ثورة الإتصال والمواصلات على فكرة الديجيتال وهي المنطق الرقمي في التعامل مع الأشياء وهي تشبه الشيفرة الجينية في الجسم الإنساني التي إعتبرت أكثر الثورات العلمية في مجال الطب والبيولوجيا. والديجيتال إسم نستخدمه اليوم على الشفرة التي نتمكن بها من التعامل مع عالم الطيف أو الأثير الذي يزحم عالمنا، حيث تأكد الإنسان أن للأشياء وجوداً آخر غير الوجود المادي وأنه يمكن من خلال فهم أسرار هذا الوجود نقل المعلومة والصورة والخبر والفيلم المتحرك والصوت واللون، وتالياً سيتم نقل الرائحة والتوتر والحرارة ومن يدري لعل بعض الوجود المادي سيمكن إنتقاله بعالم الأثير ويخلق ما لا تعلمون.