م يكن أكرم الحوراني إنساناً شيطاناً-كما وصفه بعض أعدائه-ولم يكن إنساناُ ملاكاً-كما يمكن أن يصفه بعض مريديه-وليس إنساناً استثنائياً أرسلته العناية الإلهية ليصنع المعجزات في وطنه. بل كان إنساناً وطنياً وذكياً وبالغ الحساسية يعرف ماذا يريد لتحقيق برنامجه السياسي، وهذا يفسر لنا براعته الفائقة في التكتيك السياسي الهادف إلى تطوير سوري...
قراءة الكل
م يكن أكرم الحوراني إنساناً شيطاناً-كما وصفه بعض أعدائه-ولم يكن إنساناُ ملاكاً-كما يمكن أن يصفه بعض مريديه-وليس إنساناً استثنائياً أرسلته العناية الإلهية ليصنع المعجزات في وطنه. بل كان إنساناً وطنياً وذكياً وبالغ الحساسية يعرف ماذا يريد لتحقيق برنامجه السياسي، وهذا يفسر لنا براعته الفائقة في التكتيك السياسي الهادف إلى تطوير سورية ودفعها للجلوس على مائدة الحضارة، مع بقية شعوب العالم، ويفسر لنا مناوراته الموفقة في مواجهاته الساخنة، ويفسر لنا أيضاً مهارته في إقامة التحالفات السياسية المؤقتة مع الأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة السورية من أجل تطوير الجبهة الوطنية ودعم التقدم الشامل...ولكي نفهم أكرم الحوراني بصورة صحيحة ونحدد بدقة مكانته في الحياة السياسية السورية ودوره الحقيقي في تاريخ (حزب البعث العربي الاشتراكي) كان علينا أن نقومه بموضوعية، ونسبر أغواره العميقة بنزاهة وحيادية، وهذا وما حاولناه في صفحات هذا الكتاب، دون أن نخشى في الحق لومة لائم.