تدريس التربية الإسلامية: الأسس النظرية والأساليب العملية

ان هذا الكتاب لهو متخصص في تدريس التربية الإسلامية، وقد روعي فيه شمولية ما يلزم المتعلم والدارس من أصول نظرية تقوم عليها التربية الإسلامية، وأساليب عملية تطبيقية يمكن توظيفها في الحصة الدراسية، وإليك بيان ذلك.يقصد بالأصول النظرية مجموعة المفاهيم الرئيسة والقضايا الكلية التي ينبغي على الدارس الإلمام بها لكي يتمكن من التعامل مع التربية الإسلامية بصورة صحيحة، وقد تكفل بها الفصلان الأول والثاني، فتضمن الفصل الأول التعريف بالتربية الإسلامية من حيث المفهوم والمصادر والأهمية، في حين تناول الفصل الثاني خصائص التربية الإسلامية وأسسها.أما الأساليب العملية فتتمثل في تزويد الدارس بالكفايات التعليمية اللازمة لتدريس التربية الإسلامية سواء في مرحلة ما قبل التدريس (الأهداف التدريسية والتخطيط)، ومرحلة التنفيذ (تدريس فروع التربية الإسلامية)، ومرحلة التقويم.فتضمن الفصل الثالث أهداف التربية الإسلامية وتعرض للأهداف العامة وركز بشكل خاص على الأهداف السلوكية وتطبيقاتها في التربية الإسلامية.وتخصص الفصل الرابع بدراسة التخطيط لتدريس التربية الإسلامية وشمل التعريف بالتخطيط وخصائصه وأهميته، وتناول مستوياته البعيدة والقصيرة المدى، وراعى إيراد الأمثلة التطبيقية على مهارة تحليل المحتوى، وكتابة الخطة الفصلية واليومية.وتناولت الفصول الثلاثة اللاحقة (الخامس والسادس والسابع) تدريس فروع التربية الإسلامية، ولتحقيق سهولة عرض المادة التعليمية وسلاستها فقد اعتُمدت منهجية واحدة في عرض موضوعاتها: فابتدأ الفصل بتعريف المصطلحات فالحديث عن أهمية الفرع، وأهداف تدريسه، ومبادئه العامة، وانتهاء بخطوات تدريسه.وقد جاء اختيار هذا المنهج بناء على حاجات المتعلمين ومتطلبات المواقف التعليمية، وبعد حوارات ونقاشات مع المعلمين والطلبة، حيث أفادوا بأن ما يلزمهم عملياً هو تزويدهم بالمفاهيم الأساسية والمبادئ العامة وبالخطوات والإجراءات العملية التي يمكن توظيفها في تدريس التربية الإسلامية، بحيث يتمكنون من إدارة الموقف التعليمي والسير به بخطوات منهجية منظمة تسهم في تيسير عملية التعلم، وتحقيق الأهداف التعليمية المتوخاة.وقد جُرِّبت هذه الخطوات خلال فترة تأليف الكتاب، ووجدَت قبولاً حسناً من المعلمين والطلبة، ومما أسهم في إنضاجها تلك المحاورات والمناقشات والأفكار التي جادت بها قرائح الطلبة أثناء تدريسها وتقويمها، والتي لا أمتلك إلا الثناء عليها، والإشادة بها، والإشارة إلى فضلها في إخراج هذه الفصول واستوائها على صورتها التي ترى.واختُتم الكتاب بالفصل الثامن الذي اهتم بدراسة التقويم في تدريس التربية الإسلامية، وتضمن التعريف بالتقويم وأهميته، وأهداف التقويم في التربية الإسلامية ومجالاته، ومما تميز به هذا الفصل بيان أدوات التقويم الخاصة بتحصيل الطلبة في المجالات المعرفية والوجدانية والنفس حركية كل على حدة، وبتضمنه لبعض أدوات التقويم التي يحتاج إليها المعلم.ولتعميق الخبرات، تضمن الكتاب العديد من النشاطات الإثرائية التي توزعت فصوله، وقد روعي فيها إثارة التفكير، والحث على الاستقصاء والبحث، والتطبيق العملي الذي يمثل ثمرة التعلم، لذلك أدعوك إلى الاهتمام بها، وكذلك الحال مع مباحث هذا الكتاب وفصوله، وأذكرك دائماً بأنك صاحب رسالة، وعامل بناء في هذه الأمة، وأن التعب هو الطريق الحقيقي الموصل إلى الراحة، وأن الجد والاجتهاد هما سبيلا الفوز والنجاح.