نجد عادة مئات من الكتب الخاصة بتربية الأطفال الرضّع، والدارجين، وأطفال ما قبل المدرسة، ومئات أيضاً حول المراهقين، ولا يجد المربي شيئاً تقريباً حول الأطفال بعمر المدرسة الابتدائية، أي من هم بين الرابعة والحادية عشرة، وهذا ربما يعود لعدة أمور: 1- لأن أطفال ما قبل المدرسة الابتدائية أكثر صعوبة، 2- لأن الآباء أكثر قلقاً حول الدارجين...
قراءة الكل
نجد عادة مئات من الكتب الخاصة بتربية الأطفال الرضّع، والدارجين، وأطفال ما قبل المدرسة، ومئات أيضاً حول المراهقين، ولا يجد المربي شيئاً تقريباً حول الأطفال بعمر المدرسة الابتدائية، أي من هم بين الرابعة والحادية عشرة، وهذا ربما يعود لعدة أمور: 1- لأن أطفال ما قبل المدرسة الابتدائية أكثر صعوبة، 2- لأن الآباء أكثر قلقاً حول الدارجين والمراهقين، 3- لأن الرضع صغار وأخطاء المراهقين قد تكون كبيرة! أكبر من تلك التي يرتكبها الأطفال ما بين الرابعة والحادية عشرة. ولكن يجب التفكير بالمشكلات التي تعترض أطفال هذه المرحلة أي مرحلة المدرسة الابتدائية في محاولة لإيجاد الحلول لها، وذلك لأن هذه المرحلة تؤثر في حياة الطفل فيما بعد سلباً أو إيجابا حسب حالة الإعداد والاهتمام. فالأطفال في هذا العمر، على خلاف أطفالنا ما قبل المدرسة، يمكنهم إدراك الأفكار، وفهم المبادئ، فهؤلاء الأطفال بين الرابعة والحادية عشرة من العمر مناسبون للتعلم من ناحيتين: ناحية القدرة العقلية وناحية القبول العاطفية. انهم يسعدون بالمسؤولية، ويحفزهم المديح. وهم كبار بما يكفي للقيام بالمبادرة، وصغار بما يكفي لاستقبال الاقتراحات، ويتعلمون بسرعة من أخطائهم، والأخطاء لا تقلقهم في مثل هذا العمر. لذا تعتبر سنوات المدرسة الابتدائية فرصة مواتية، يمكن من خلالها تعليم الأطفال المسؤولية تجاه أشيائهم، وعملهم، وتصرفاتهم، ومواهبهم وإمكانياتهم، وشخصيتهم، وخياراتهم. والكتاب الذي بين يدي القارئ يهتم بهذا الموضوع، وهو يختلف عن كتب أخرى جاءت حول تربية الأطفال، لأنه يساعد المربي كوالد على الفعل أكثر من التفاعل، إذ أن كتب تربية الأطفال في معظمها، تستخدم مقارنة سلبية توجه المربي إلى المشكلة ويكون بتلك الحالة متفاعلاً فقط، فيقال: إذا كنت تعاني من هذه المشكلة، فحاول اتباع الطريقة التالية لحلها، أو إذا ارتكب ابنك أو ابنتك هذا الخطأ، فيمكنك أن تتبع هذه الطريقة للإصلاح. ففي الحالتين يبقى الأهل هم وحدهم القادرون على التفاعل. متناسين وجود الطفل وأهمية معرفة كوامنه ونفسيته لفعل شيء على طريقة معالجة تلك المشكلة. وقد تم تصحيح هذا الكتاب للحصول على نتيجة، وتمّ وضعه لغرض تعليم الأطفال تحمل المسؤولية، وهو الهدف إلى اثني عشر نوعاً من المسؤولية، ويعرف طرقاً مجربة يمكن بواسطتها تعليم تلك الأنماط السلوكية للأطفال بعمر المدرسة الابتدائية. وقد اتبع المؤلفان فيه أسلوب الوالد الذي اختبرته التجارب للوالد الذي ينقصه تدبر وفهم الأطفال في هذا العمر، المربي للمربي، وليس أسلوب المنظر الواعظة. وقد شكلت القصص حيزا هاماً في معالجة تعليم الأطفال تحمل المسؤولية كذلك الحوادث والتجارب الشخصية، فالآباء جميعهم تعلموا من خلال التجربة. وهم يقدمونها لإغناء العملية التربوية بالوسائل الناجحة من خلال طرق تمت ممارستها. يقدم المؤلفان من خلال كتابهما هذا أكثر من مائتي طريقة مختلفة ومجربة للعمل بفعالية لتعليم الأطفال بعمر المدرسة الابتدائية ومن هم أصغر منهم تحمل المسؤولية، ويمكن للمربي اختيار ما يتناسب معه ومع نفسية وشخصية ابنه.