أنيس الرافعي ليس حامل معول يرغب في تغيير واقعه كي يجعل منه مكاناً آمناً للبشر، بل هو شاهد على عالم خارجي في حالة تصدّع· إنه يقف خلف نافذته راصداً ذلك التفكك، التحلل، الانهيار التدريجي· ثمة كارثة وشيكة في الخارج· لكن أليس هذا التصدّع انعكاسا لتصدّع أعمق، وأكثر خطورة، في الداخل·· في النفس التي هي مسكن غير آمن·· حيث الصدأ يعلو كل ش...
قراءة الكل
أنيس الرافعي ليس حامل معول يرغب في تغيير واقعه كي يجعل منه مكاناً آمناً للبشر، بل هو شاهد على عالم خارجي في حالة تصدّع· إنه يقف خلف نافذته راصداً ذلك التفكك، التحلل، الانهيار التدريجي· ثمة كارثة وشيكة في الخارج· لكن أليس هذا التصدّع انعكاسا لتصدّع أعمق، وأكثر خطورة، في الداخل·· في النفس التي هي مسكن غير آمن·· حيث الصدأ يعلو كل شيء، حيث الزوبعة تنتظر هبوبها العظيم، حيث الأشباح التي تحمل وجوهاً كانت في الأصل أقنعة، حيث الزمن الذي لا يكترث، حيث الانفصام المحتوم، حيث الكوابيس الزائرة وقتما تشاء· أنيس الرافعي صوت قادم من المغرب كي يرجّ، بجدّته وجرأته، ما ترسّخ وما استقرّ فينا·· فاصغوا إليه جيداً·أمين صالحقرأت بمحبة نصوص أنيس الرافعي الجديدة، قل تأملتها فنصوصه لا تقرأ، إنها على نحو ما منذورة للتأمل، مكتوبة من أجله حيث تضيق المسافة بين الكتابة والصلاة، بين الكتابة والحلم، فتنتج اللغة · روح الكتابة ومادتها العصيةـ مغامرتها الخاصة حيث لا قانون غير قانون الحلم نفسه والصلاة الك “الساق”، أوجعتني حقاً، كما دعتني “الثور” و”الصدع” للتفكير بلحظة موت نحملها كل لحظة، اللحظة التي لن يتابة، فتحقق كتابته بذلك حضورها الجميل وهي تسعى للارتقاء بالدهشة في عالم قديم بليت أشياؤه وأكل حواسه الصدأ، لكن كتابته تؤكد أن بمستطاع الفنان أن يُعيد إنتاج اللحظة نفسها مفعمة بشعور إنساني جارح وعميق·· لقد آلمتني قصةكون بمستطاع >الخزاف< التقاطها في قصته·· شكراً لأنيس الرافعي وهو يؤكد جنون انتمائه للقصة عالماً دونما حدود·لؤي حمزة عباس