أهم أهداف هذا البحث امتحان مفهوم كثر عنه الحديث في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وقد أظهر أن لهذا المفهوم من القوة والرسوخ ما يجعله يثبت لأقوى امتحان؛ فأول شيء من مظاهر تلك القوة والرسوخ تأكيدنا أن الانزياح مظهر عامّ لا يخص الأسلوب فحسب، بل هو يشمل الكون والإنسان معاً، وبذلك يتسنّى التخفيف من غلواء من ينجو بالأشياء نحو الجمود...
قراءة الكل
أهم أهداف هذا البحث امتحان مفهوم كثر عنه الحديث في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وقد أظهر أن لهذا المفهوم من القوة والرسوخ ما يجعله يثبت لأقوى امتحان؛ فأول شيء من مظاهر تلك القوة والرسوخ تأكيدنا أن الانزياح مظهر عامّ لا يخص الأسلوب فحسب، بل هو يشمل الكون والإنسان معاً، وبذلك يتسنّى التخفيف من غلواء من ينجو بالأشياء نحو الجمود والثبات. يتناول الفصل الأول من البحث الخاص بدراسة الانزياح من الخارج. وهنا شرعت في تأصيل مصطلحاته التي ثبت أنها من الكثرة على نحو كبير، فاقتضى ذلك عقد تمايز ومفاضلة بينها. ولم يكن إيثارنا للانزياح إلا عن اقتناع بأنه الأصلح والأوفر حظّاً للانتشار. ثم التفت البحث في الفصل الثاني الى دراسة الانزياح من داخله، فبحث أنواعه ومعياره ووظيفته. واهتم من أنواعه بنوعين اثنين: الأول المسمى الانزياح الاستبدالي فتمثل الاستعارة أهم مظاهره، في حين يمثل التقديم والتأخير أهم مظاهر النوع الآخر المسمّى الانزياح التركيبي. وخلص الى أن الوظيفة الرئيسة للانزياح ماثلة قيما يُحْدثه من مفاجأة تؤدي بالمتلقي الى الغبطة والإمتاع والى الإحساس بالأشياء إحساساً متجدّداً.