هذه دراسه قدمناها باختصار عن اثر المستشرقين في ثقافتنا الاسلاميه وتاريخنا الذي نستمد منه معلومات اسلافنا الماضين . وقد راينا بهذه العجاله كيف كانت دراسه اوليك الكتاب، وانها لم تكن دراسه تتركز علي اسس علميه، وقواعد منطقيه، وامور واقعيه، بل كانت دراسه محدوده لا تتجاوز التعصب او التساهل في النقل، بل دراسه تقليد لا تعتمد علي تحقيق، ...
قراءة الكل
هذه دراسه قدمناها باختصار عن اثر المستشرقين في ثقافتنا الاسلاميه وتاريخنا الذي نستمد منه معلومات اسلافنا الماضين . وقد راينا بهذه العجاله كيف كانت دراسه اوليك الكتاب، وانها لم تكن دراسه تتركز علي اسس علميه، وقواعد منطقيه، وامور واقعيه، بل كانت دراسه محدوده لا تتجاوز التعصب او التساهل في النقل، بل دراسه تقليد لا تعتمد علي تحقيق، وملاحظه للامور الواقعيه.انهم ينظرون الي الحوادث بمنظار غيرهم من الذين يحورون الحقايق، ويبدلونها لتلبس تلك القوالب التي يفرضونها فرضا وهي قوالب افكار لا تمت الي الواقع بشيء، بل تخيلات وهميه ترسم لنا صوره الاندفاع وراء مضللات العاطفه، ومرديات التعصب الاعمي. وقد اشرت سابقا الي ضروره الالتفات الي الخطر الذي يحدق بنا من اثر ما يبثه اوليك المستشرقون من سموم الفرقه، بضروب مختلفه، في تحطيم بناء وحده المسلمين، والحيلوله بينهم وبين تمسكهم بتعاليم دينهم، ليقيموا علي انقاضها معاقل تضمن لهم تنفيذ ما يطلبه خصوم الاسلام، وتحقيق ما يرجونه .واتضح لنا اعجاب كثير من الكتاب باساليبهم الخداعه، والفاظهم البراقه، فنقولها كما هي بدون تمحيص، بل اجتروا اراءهم وسكبوها في ابحاثهم، ولم يجعلوا للبحث عن الواقع محلا، ولم يحفلوا بما يتصف به اوليك من التعصب علي الاسلام .وانا لنرجو ان يتنبه الكتاب لخطر تلك الاراء، واضرار تلك الابحاث التي يشوبها الخلط والخبط والتشويه والتمويه. وقد تعرضت هنا ـ وفي الاجزاء السابقه ـ لمناقشه بعض الكتاب الذين تناولوا الشيعه بما لا يتفق مع الواقع، وتهجموا عليهم دونما انصاف وتدبر . ولم اكن في مناقشتي قد جنيت علي نفسي باهمالها او افسح لها المجال في ميدان العاطفه والتاثر، مما وقفت عليه من عبارات الغمز والطعن والقول بالباطل، ولم اتخل عن المنهج الذي نهجته وهو الاستقامه في النقد والاتزان في الرد. وقد خف وزن البعض فانحدروا الي مستوي المهاترات والجدل العقيم، ويريدون ان يحشروا الفاظا فارغه في تلفيق التهم؛ وقد اعرضنا عن اقوالهم والقيناها في سله المهملات .وفي الختام نقول: لقد ذهب الزمن بما فيه ومرت الحوادث بما فيها من الام، ومضي زمن تلاعب ذوي الاغراض بمقدرات الامه، وتكالبهم علي السياده بوسايل التفرقه بين صفوف الامه. ولقد فتك داء الفرقه بجسم الامه ولم تنل من ذلك الا الخساره والدمار؛ ومن الله نسال ان يوحد كلمتهم ويجمع شملهم، وان تنمو بينهم روح المحبه والتسامح ويحصل بينهم كل ما يوصلهم الي رضا الله والي سعاده الامه انه سميع مجيب.