تنشغل الرواية بمتابعة حكيها عبر اللغة·إنها تجاهر باختلافها عن غيرها، فهي لا تشبه نصاً من النصوص، أو نوعـاً من الأنواع الأدبية، أو فناً من الفنون، بل تشبه نفسها و تتقن تقليد شكـلها، ولذا فهي كتاب خاص، وأثر لا يحتذي غيـره مـن الآثار، تتطلب ربما متابعة انعكاسها، وتأمل علاقة الشكل بذلك الانعكاس أكثر من تأمل العمل ذاته، ومتابعة تفاصي...
قراءة الكل
تنشغل الرواية بمتابعة حكيها عبر اللغة·إنها تجاهر باختلافها عن غيرها، فهي لا تشبه نصاً من النصوص، أو نوعـاً من الأنواع الأدبية، أو فناً من الفنون، بل تشبه نفسها و تتقن تقليد شكـلها، ولذا فهي كتاب خاص، وأثر لا يحتذي غيـره مـن الآثار، تتطلب ربما متابعة انعكاسها، وتأمل علاقة الشكل بذلك الانعكاس أكثر من تأمل العمل ذاته، ومتابعة تفاصيله والوقوف عند مكونات بنيته السردية·تغلق الـروايـة فجـواتها ،تسد كل ما يحيل إلى الخارج إحالة مباشرة صريحة لتنفي عنها صفة “الوثيقة” التاريخية أو الخبر اليومي،هي ليست تاريخاً بحتاً، أي ليست تسجيلاً لما كان أو هو كائن،تنفي الرواية أية صلة لها بما تنقله· اذ ليست الأحداث ولا الأشخاص ولا الأزمنة ولا الأمكنة ولا الأشياء لتدل على ما يُعرف في الواقع بل وليست لتدل على المفاهيم·ولكنها تحيل على شيء آخر وتشيد صورة أخرى ،من مقدّمة عقيل عبد الحسين