كان كارل روجرز محارباً عنيداً عندما دخل العديد من المعارك- معارك في ميدان العلاج دخلها مع علمي الطب والطب النفسي اللذين حاولا أن يمنعا الاخصائيين النفسيين من علاج المرضى. ومعارك في ميدان النظرية مع الإختزاليين مثل ب. سكينر الذين أنكروا مركزية الاختيار والإرادة والغرض، ومعارك في ميدان الممارسة مع المحللين النفسيين الذين اعتبروا م...
قراءة الكل
كان كارل روجرز محارباً عنيداً عندما دخل العديد من المعارك- معارك في ميدان العلاج دخلها مع علمي الطب والطب النفسي اللذين حاولا أن يمنعا الاخصائيين النفسيين من علاج المرضى. ومعارك في ميدان النظرية مع الإختزاليين مثل ب. سكينر الذين أنكروا مركزية الاختيار والإرادة والغرض، ومعارك في ميدان الممارسة مع المحللين النفسيين الذين اعتبروا منهجه الذي يعتني بالشخص منهجاً تسلطياً وضد النظرية، واليوم وبعد مرور نصف قرن على هذه المعارك يبدو منهج روجرز العلاجي سليماً، مبرراً..يبدأ كتب "طريق حياة" بعرض وجهات نظر وآراء روجرز حول الإتصال. قليلة هي الأشياء التي كان يعتبرها روجرز في أهمية الإتصال الصريح والدقيق، الذي يهدف لطرح المشاعر والأحاسيس بأمانة ودقة. كان يتبع كل إنطلاقة نحو الخير والإقناع ويرفض كل النزاعات التي تهدف للإغواء والمداورة والخلط. بشكل ما فإن هذا يجعل مهمة تقديم الكتاب نوع من الفذلكة، ورغم أن قلة هي التي تستحق التقديم فإن روجرز أقل من يحتاجه، وكما سيرى القارئ فإن روجرز لا يحتاج لتقديم،لأنه يتكلم عن ذاته ويتكلم بصراحة ووضوح مذهلين.
