اتخذ النقاد العرب المعيار وحدة من وحدات النظر في القصيدة أو البيت أو الشعر بوصفه ديوان العرب، وسجل أحداثهم ووقائعهم، ومثلما تنوعت الأوزان والتراكيب والاستعارات تنوعت المعايير النقدية لدى الناقد العربي، وقد أفرد الباحث فصلاً موسعاً، جعله تمهيداً لبيان أهم المعايير النقدية التي تبنتها النقدية العربية طوال عمرها المديد، لأن الناقد ...
قراءة الكل
اتخذ النقاد العرب المعيار وحدة من وحدات النظر في القصيدة أو البيت أو الشعر بوصفه ديوان العرب، وسجل أحداثهم ووقائعهم، ومثلما تنوعت الأوزان والتراكيب والاستعارات تنوعت المعايير النقدية لدى الناقد العربي، وقد أفرد الباحث فصلاً موسعاً، جعله تمهيداً لبيان أهم المعايير النقدية التي تبنتها النقدية العربية طوال عمرها المديد، لأن الناقد هو صوت العقل، وصوت الحقيقة في كشف الأبعاد الأسلوبية والمضمونية في قراءة النص الشعري، فكان هذا الفصل بمثابة استطلاع شامل لخارطة النقد العربي تجسدت طروحاته في الفصول التالية، جعل الباحث لكل ناقد فصلاً خاصاً به يتقصى فيه المعايير التي اهتم بها وأولاها كل مقومات البحث من أجل كشف المنهج النقدي الذي سار عليه ذلك الناقد، وكيف تعامل مع القصيدة، كما عزز هذا البحث بمقدمة صغيرة عن الناقد وحياته لتكون مدخلاً حياً ومعبراً عن علاقة الإنسان بتراثه ومنهجه، وعلاقته بالواقع، وقد تناول في ذلك جمهرة من خيرة نقاد الأدب العربي، منذ الأصمعي الذي جمع بين الرواية والنقد واللغة، وقد كان فاتحة جيل من النقاد استمروا حتى نهضة النقد العربي في القرن الرابع الهجري، وظهور نقاد كبار من أمثال عبد القاهر الجرجاني وغيره.مجموع فصول الكتاب 31 فصلاً، ويتكون الكتاب من فصل تمهيدي ثم فصول متوالية تتناول معايير النقاد العرب في نقد الشعر حسب تسلسل وفياتهم، مما يجعل للجانب الزمني في تطور (النقدية العربية) أثره ووضوحه، في بلورة هذه النظرية وتناميها على مر العصور منذ القرن الثالث الهجري حتى نهايات القرن الثامن وبدايات القرن التاسع الهجريين حيث بروز شخصية ابن خلدون الموسوعية ذات الرؤية الشمولية.