هذه بحوث مختارة أعددتها خلال الأزمة الجامحة التي عصفت بلبنان في السنوات الثماني الماضية، وقبل الزلزال الأخير، زلزال الاجتياح الإسرائيلي، الذي ما زال يهز أركان لبنان ويعرض البلاد العربية جمعاء لأسوأ الأخطار وينشر في أجواء المنطقة والعالم بواعث البلبلة والاضطراب.إن الأزمة التي تحيق بالشعوب العربية ذات مظاهر متعددة وأسباب داخلية وخ...
قراءة الكل
هذه بحوث مختارة أعددتها خلال الأزمة الجامحة التي عصفت بلبنان في السنوات الثماني الماضية، وقبل الزلزال الأخير، زلزال الاجتياح الإسرائيلي، الذي ما زال يهز أركان لبنان ويعرض البلاد العربية جمعاء لأسوأ الأخطار وينشر في أجواء المنطقة والعالم بواعث البلبلة والاضطراب.إن الأزمة التي تحيق بالشعوب العربية ذات مظاهر متعددة وأسباب داخلية وخارجية متشابكة. والمجال لا يزال فسيحاً لمعالجة هذه الأسباب من أجل التغلب على العوائق والمفاسد والمضي في سبل الإصلاح والتجدد. وإذا أمعنا النظر، وجدنا أن بعض هذه العوائق والمفاسد عميقة ومتأصلة، وبعضها قريبة ومباشرة على أن الثانية مرتبطة بالأولى، ولا يمكن التصدي لها وإزالتها ما لم تدرك أصولها وتعالج هذه الأصوال بوعي وجرأة.إن الآراء والأفكار التي تعبر عنها بحوث هذا الكتاب، تدور حول الأوضاع العربية عامة. ولكنها تتجه في المقام الأول إلى المستقبل. فسواء تصدت إلى هذا المستقبل مباشرة أو عالجت موضوعات أخرى، فإن شاغلها الرئيسي هو تحري طبائع الغد الذي من أجله يجب أن نفكر ونعمل ونعد أنفسنا ونضحي، والذي يجابهما بـ"مطالب" عسيرة ويحملنا مسؤوليات ضخمة. فعسى أن يكون في هذه "الهموم" و"التساؤلات" ما يساعدنا في حسن المجابهة وكفاءة العمل والأداء.