يعتبر الوقت من أغلى الموارد التي يجب استغلالها بكفاءة، ويعد مهماً لابد من استغلاله في الحاضر والتخطيط للاستفادة منه بشكل فعّال في المستقبل. وقد أصبحت إدارة الوقت من المعايير التي تؤخذ بنظر الاعتبار لتحديد نجاح المدير وفاعليته في المنظمة، فإن الاستغلال الكفء للوقت المتاح للمدير بترتيب المهام حسب أسبقياتها للاستفادة منها بشكل فعّا...
قراءة الكل
يعتبر الوقت من أغلى الموارد التي يجب استغلالها بكفاءة، ويعد مهماً لابد من استغلاله في الحاضر والتخطيط للاستفادة منه بشكل فعّال في المستقبل. وقد أصبحت إدارة الوقت من المعايير التي تؤخذ بنظر الاعتبار لتحديد نجاح المدير وفاعليته في المنظمة، فإن الاستغلال الكفء للوقت المتاح للمدير بترتيب المهام حسب أسبقياتها للاستفادة منها بشكل فعّال في المستقبل. وتتعاظم مشكلة إدارة الوقت في مجتمعاتنا العربية عندما يراد تحديثها وتطويرها، فإنها تواجه بعض القيم الاجتماعية التي تؤثر في سلوك العاملين في المنظمات بشكل عام، والمنظمات العامة بشكل خاص، حيث تختلف أهمية إدارة الوقت لدى العاملين فيها. وتبرز مشكلة إدارة الوقت في مختلف المستويات الإدارية في هذه المنظمات في انجاز المهام المطلوبة في الوقت المحدد لها أو المتاح للعاملين فيها (أي المنظمات). فعدم التخطيط لكيفية التعامل مع الوقت يؤدي إلى اضطراب في الوقت ينعكس على أداء الموظف، (علي، 2002، 50). وتكمن أهمية إدارة الوقت في أن بعض العاملين في المنظمة يعتقدون أنهم ليس لديهم الوقت الكافي لعمل كل شيء، وإذا ما حاولوا تنظيم ساعات عملهم بصورة أكثر فاعلية لجؤوا إلى العمل بشكل أسرع، ولكن عادة ما يولد العمل السريع مشاكل، فيقع الموظف أو المدير بالخطأ، لأن الوقت المخصص للتفكير والتخطيط يصبح قليلاً، مما يتبنى الموظف المدير سياسة العمل الإضافي، والتي تصل في بعض الأحيان ضعف العمل الرسمي، وفي هذه الحالة يختفي وقت الموظف أو المدير، أو تظهر مشاكل ذلك على أدائه من حيث الكفاءة في انجاز الأعمال وفق الوقت المتاح له في المنظمة، (مأمون، 2002، 161). ويمكن للموظف أو المدير تطوير استغلاله للوقت وتحسينه عند انجاز أعماله الرسمية منها أو غير الرسمية في ظل ما يتعلمه من إدارة الوقت في كيفية استثمار الموظف أو المدير لوقته، من حيث التخطيط له، وتمكينه من اتخاذ الإجراءات الفعالة لمواجهة مضيعات الوقت في العمل الرسمي. وفي ضوء ذلك جاء هدف هذا المؤلَّف ليلقي الضوء على إدارة الوقت في سبعة فصول، تضمن الأول منها معرفة الجذور التاريخية لإدارة الوقت، وتضمن الفصل الثاني منه المفاهيم الأساسية للوقت من حيث مفهوم الوقت وخصائصه، ومفهوم إدارة الوقت في الفكر الإداري ودوافع دراسة الوقت وأهميته. بينما اشتمل الفصل الثالث على إدارة الوقت وفق الوظائف (العمليات) الإدارية من حيث تخطيط الوقت، تنظيم الوقت، وتوجيه الوقت والرقابة عليه. أما الفصل الرابع فتضمن العوامل المؤثرة في فاعلية إدارة الوقت، وماهية مضيعات الوقت وأنواعها، وكيفية السيطرة عليها. وتضمن الفصل الخامس إدارة ضغوط العمل، من حيث مفهومها وأهمية دراستها، وما هي أنواعها، وكيفية إدارة الضغوط. وقد اشتمل الفصل السادس على متطلبات إدارة الوقت وفاعليته من حيث تحديد متطلبات إدارة الوقت، وتناول الأساليب المقترحة لزيادة فاعلية إدارة الوقت. أما الفصل الأخير السابع فتضمن جانباً تطبيقياً لتحديد العوامل المؤثرة على فاعلية الوقت. جاء هذا المؤلَّف ليلبي متطلبات مفردات مقرر إدارة الوقت لطلبة قسم إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد جامعة التحدي في ليبيا أولا، وكليات الاقتصاد والعلوم الإدارية في مختلف جامعاتنا العربية ثانياً، إضافة إلى رجال الأعمال والمديرين وجميع العاملين في منظماتنا العربية، والباحثين والمختصين في هذا الحقل المعرفي الحيوي في حياتنا الرسمية وغير الرسمية، والتي من شأنها المساعدة في تحقيق انجاز ما يتطلع إليه هؤلاء كافةً. والله الموفق من وراء ذلك القصد