سيكون من العسير علينا الزعم بوجودنا في العالم، بالمعنى الفني والمعرفي لهذا الوجود، إذ لم ننتبه لتسارع ضرورة حضورنا في مهب المستقبل الذي لا يمكن تفاديه. وخصوصاً من طرف المتصلين بشؤون الثقافة وفنون الإبداع. فمما يؤسف له أن العلاقة بين الإبداع العربي وبين التقنية لم تزل علاقة إما شبه مفقودة، أو أنها مشوبة بالشك والحذر وعدم الثقة. و...
قراءة الكل
سيكون من العسير علينا الزعم بوجودنا في العالم، بالمعنى الفني والمعرفي لهذا الوجود، إذ لم ننتبه لتسارع ضرورة حضورنا في مهب المستقبل الذي لا يمكن تفاديه. وخصوصاً من طرف المتصلين بشؤون الثقافة وفنون الإبداع. فمما يؤسف له أن العلاقة بين الإبداع العربي وبين التقنية لم تزل علاقة إما شبه مفقودة، أو أنها مشوبة بالشك والحذر وعدم الثقة. ولا نكون مغالين إذا وصفناها بعدم الاكتراث المحرج. المبدع العربي، إلا فيما ندر، لم يزل بعيداً عن حقل التقنية الحديثة، فهو غير متصل بآلية الكمبيوتر غالباً، أو هو لم يسمح لنفسه الاستجابة لاكشتاف عالم النشر الإلكتروني وشبكة الانترنت خصوصاً، وهي إحدى آليات الحوار الحضاري.إنها فلسفة الوقت التي يتوجب العمل على اكتشافها في كل لحظة فالمسافة التي تفصلنا عن حركة الكون من حولنا، هي دائماً قيد السيطرة، إذا توفرت لدينا إرادة إذكاء النص بشهورة الحياة.من هذه الشرفة، نرجو أن يرى زائرنا تجربة "جهة الشعر"، بوصفها تساؤلاً قلقاً نقترحه على الواقع الثقافي العربي. نسمي "جهة الشعر" تساؤلاً، بأمل أن لا يستمر عدم اكتراث مبدعينا العرب بمستقبلهم الماثل.