هذه الحرب المبرمجة من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش منذ أكثر من عام، قد شنت, وستكون نتائج هذه الحرب وخيمة بالدرجة الأولى على العالم العربي والإسلامي وكذلك على توازن العلاقات الدولية. في الحقيقة، عندما يقرر بوش أن يضع نفسه على هامش الهيئة الدولية، ويؤسس مبدأ الحرب الوقائية من خلال التدخل العسكري الأيادي الجانب، فإنه بهذا السلوك يؤ...
قراءة الكل
هذه الحرب المبرمجة من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش منذ أكثر من عام، قد شنت, وستكون نتائج هذه الحرب وخيمة بالدرجة الأولى على العالم العربي والإسلامي وكذلك على توازن العلاقات الدولية. في الحقيقة، عندما يقرر بوش أن يضع نفسه على هامش الهيئة الدولية، ويؤسس مبدأ الحرب الوقائية من خلال التدخل العسكري الأيادي الجانب، فإنه بهذا السلوك يؤسس سابقة خطيرة في التاريخ للولايات المتحدة. كل التشاور الدبلوماسي الذي بني منذ الحرب العالمية الثانية لم يدمر فحسب بل فشل فشلاً مأساوياً وفقد مصداقيته. إنها عودة حقيقية إلى شريعة الغاب وفوضى العلاقات الدولية. في الحقيقة، يمكن أن تقوم غدا كوريا الشمالية، على سبيل المثال، بحجة أنها مهددة، بالتدخل في كوريا الجنوبية "على طريقة الحرب الوقائية" تماماً مثلما قد تتدخل الباكستان في الهند، والبلدان الذي يفتحه بوش وصقوره ولا نعرف نتائجها. من المبكر أن نقيس نتائج هذه الحرب ولكننا ندرك خطورتها القصوى.بالنسبة للقارئ العربي المذهول بهذه الحرب، أي التدخل العسكري في العراق، فإن هذا الكتاب يقدم له مفاتيح الفهم اللازمة. كما يساعد على فهم الصداقة الخاصة والمتناقضة بين عائلة بوش وبن لادن كما مع صدام حسين. ليس هذا فقط بل يساعد على فهم المشروع السياسي لحفنة من الرجال الذين يحيطون بالرئيس الأميركي، والذين يسعون إلى تأسيس الديمقراطية على الطريقة الأميركية في العراق أولاً، وتطبيقها على البلدان الأخرى، كما في لعبة الدومينو، دون إدراك، الحقائق الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية في دول المنطقة والجوار... أنه يجسد برنامج "تبشيري" ودوغمائي في آن واحد الذي قد سيصطدم بالواقع الحقيقي.كما سوف يكتشف القارئ، وهو يتابع صفحات هذا الكتاب بأن الأخلاق والوجدان لا يتحكمان إلا قليلاً بالعلاقات الدولية، وأن الأحداث الهامة فعلياً نادراً ما تتطابق مع الروايات الرسمية.في هذا التحقيق، تلقي السياسة، والأعمال، والمال، على تخومها العجيبة بظلال لعبة تختلط فيها الأشباح الغائمة الملامح، والتضليل، والتلاعب الذي لا ينتهي...