يقول المؤلف في مقدمة الكتاب بأنه يتمتم علينا أن نعتبر ظاهرة "الإسلام السياسي" والتقابل العنيف بين الحركات الإسلامية المتصلبة وبين النظم الاجتماعية والسياسية السائدة في العالم العربي والإسلامي من جهة، وبين هذه الحركات وبين (الغرب) من جهة ثانية، إحدى القضايا الكبرى التي أفرزها العصر وألحقها الغرب السياسي والعسكري بظاهرة العنف أولا...
قراءة الكل
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب بأنه يتمتم علينا أن نعتبر ظاهرة "الإسلام السياسي" والتقابل العنيف بين الحركات الإسلامية المتصلبة وبين النظم الاجتماعية والسياسية السائدة في العالم العربي والإسلامي من جهة، وبين هذه الحركات وبين (الغرب) من جهة ثانية، إحدى القضايا الكبرى التي أفرزها العصر وألحقها الغرب السياسي والعسكري بظاهرة العنف أولاً ثم الإرهاب من بعد ذلك.لقد قيل في هذه المسألة القول الكثير، وتبدو حدودها الآن ظاهرة إلى حد كبير، والذي لا بد من التشديد عليه هو تأكيد القول أن الضغط الخارجي والداخلي الذي مورس في هذا العصر على شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمعات العربية المعاصرة يكمن وراء هذا الشكل، وأن التشويه الذي مورس في هذا العصر على شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمعات العربية المعاصرة يكمن وراء هذا الشكل، وأن التشويه الذي لحق بالصورة العربية والإسلامية يتطلب النظر والمعالجة والإصلاح، بالعقل والعلم والفعل لا بالقول والغريزة والغوغائية وأنه ليس من الغلو الزعم بأن النظر المدقق في وطأة هذه الأحوال والقضايا يفضي إلى الاعتقاد المر بأننا حقاً "تحت الحصار" وبأن القصد المباشر ينبغي أن يتحدد في وعي وجوه الحصار الذي يفرضه "العصر"، ثم في إنقاذ العقل المجدي الذي يأذن برفع الطوق وتجاوزه.ضم هذه المقاربة يدفع المؤلف ببحوثه وبمقالاته وحواراته التي يضمها هذا الكتاب، إلى دائرة الضوء في جو "الأزمة"، الأزمة التي ولدتها أحداث اليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر من العام 2001، واضعاً النصوص الثلاثة الأولى منها في الفضاء المكفهر للحدث ومتعلقاته وتوابعه. ويمكن أن يكون الأول منها ضهيراً لـ"المدخل" وتمهيداً لواقع الحال وللكتاب بجملته، على تفاوقت في طريقة النظر وزاوية البحث، وعلى تضافر في الوجوه المتنوعة والدلالات العميقة والغائيات النهائية للقضايا والمسائل التي وقع اختيار المؤلف عليها لتستقر بين دفتي هذا الكتاب.