يتناول هذا الكتيّب طبيعة الوعي الاجتماعي العربي في مستواه الشعبي قبل النظري أو النخبوي. وهذه المسألة لها امتداداتها التي تتصل بعلاقة اللاهوت بالحداثة أوروبياً وعربياً، ولا سيما في ميدان الفكر السياسي وما يتعلق منه بالحكم، وضعياً كان أو ثيولوجياً. فالفكر العربي يعود دائما إلى هذه النقطة التي تجاوزتها حضارات أخرى، بما يحفز على إثا...
قراءة الكل
يتناول هذا الكتيّب طبيعة الوعي الاجتماعي العربي في مستواه الشعبي قبل النظري أو النخبوي. وهذه المسألة لها امتداداتها التي تتصل بعلاقة اللاهوت بالحداثة أوروبياً وعربياً، ولا سيما في ميدان الفكر السياسي وما يتعلق منه بالحكم، وضعياً كان أو ثيولوجياً. فالفكر العربي يعود دائما إلى هذه النقطة التي تجاوزتها حضارات أخرى، بما يحفز على إثارة الأسئلة عن مآل الدولة المركزية الحديثة، وتقاليد الدول المركزية الغابرة، وضعف الروابط التي كانت من قبل توفر عناصر كافية لالتحام الجماعات وتشكيلها دولاً قومية. هذه الأسئلة تعاود البروز بحدة مع حرب الخليج كحدث غير عادي على الصعيدين السياسي والعسكري، ولكن أيضاً على الصعيدين الإيديولوجي والثقافي عموماً، من غير أن ننسى ما أيقظته وتوقظه على مستوى التكوين التاريخي للجماعات العربية.