قرابة المئة نص ينسجها الشاعر فاروق يوسف على مقاس الوهم. يأتي به من الذاكرة العراقية المتعبة ليختبر به الحقائق المتهاوية على جانبي الطريق. تتلاشى الحقائق من أمام ناظريه ليحتل الوهم موقعها في لعبة المتاهة الغامضة. اللافت، في هذا السياق الذي تتهافت فيه الحقائق على الانسحاب التدريجي من مسرح المشهد، انحياز الوهم الى احتمالاته المشرعة...
قراءة الكل
قرابة المئة نص ينسجها الشاعر فاروق يوسف على مقاس الوهم. يأتي به من الذاكرة العراقية المتعبة ليختبر به الحقائق المتهاوية على جانبي الطريق. تتلاشى الحقائق من أمام ناظريه ليحتل الوهم موقعها في لعبة المتاهة الغامضة. اللافت، في هذا السياق الذي تتهافت فيه الحقائق على الانسحاب التدريجي من مسرح المشهد، انحياز الوهم الى احتمالاته المشرعة على احتمالات. لا وهم مطلقاً من فضاء النصوص. بل وهم منفتح على متاهة شاسعة من الاحتمالات. لا يأتي الشاعر منطقة الوهم لذاتها. لعلّه يقدم على تفكيكها الى جزئياتها الصغرى. بحيث يتحول الوهم منظومة واسعة من الأوهام الصغيرة. كل منها يتمثل جانباً من المشاهد المختلفة التي ينطوي عليها النص. ولأن الوهم، في هذه الحال، من الطبيعة الداخلية المتبدلة للاحتمال، ولأن الاحتمال في حالة انسجام مع الوهم، يأخذ أحدهما في تكثيف كليهما. كلما ازداد إحساس الشاعر بأحدهما، تعاظم إحساسه في الوقت عينه بالآخر. وتحول النص أيضاً الى جحيم من الوهم والاحتمال يتدحرج ككرة النار من أعلى الى أسفل. ثم يتدحرج صعوداً من أسفل الى أعلى.