الريح الخفيفة مثقلة بأصوات الكلاب السائبة التي تداعت فجأة، وتكتلت جموعها لتنطلق راكضة بنباحها المتواصل خلف الرجل العاري.لم تدنُ الكلاب منه.لم تحاول إيذاءه.كأنما الحيوانات، التي استهجنت المشهد، كانت تدرك أن الخوف، الذي يعتري الرجل، لم يكن بفعل عوائها الملحاح، وإنما مصدره كان شيئاً آخر تجهله.فكر الرجل العاري بأن ينحني ليلتقط حجراً...
قراءة الكل
الريح الخفيفة مثقلة بأصوات الكلاب السائبة التي تداعت فجأة، وتكتلت جموعها لتنطلق راكضة بنباحها المتواصل خلف الرجل العاري.لم تدنُ الكلاب منه.لم تحاول إيذاءه.كأنما الحيوانات، التي استهجنت المشهد، كانت تدرك أن الخوف، الذي يعتري الرجل، لم يكن بفعل عوائها الملحاح، وإنما مصدره كان شيئاً آخر تجهله.فكر الرجل العاري بأن ينحني ليلتقط حجراً يقذفه نحو الكلاب لتبديد شملها ووقف نباحها، غير أنه شعر بأن القيد كان ثقيلاً على قلبه والرسغين، وأحس بأن العواء الحاد، الذي يتردد في داخله، أقوى وأشد مضاضة من كل عواء!