إن اﺳﺘﺨﻼف اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻷرض ﻣﻦ أھﻢ اﻷﺻﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ھﻮ إﻓﺮاد ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺎﻷﻟﻮھﯿﺔ واﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ، ﻓﺈنواﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﯿﺔ، ﺑﻞ وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻨﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺨﻠﻖ. ﻓﻠﯿﺴﺖ اﻟﺨﻼﻓﺔ Ϳ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻘﻂ، وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﺗﻔﺮد اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺨﻼﻓﺘﻪ Ϳ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ اﻷرض ھﻮ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ اﻹﺳ...
قراءة الكل
إن اﺳﺘﺨﻼف اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻷرض ﻣﻦ أھﻢ اﻷﺻﻮل اﻻﻋﺘﻘﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ھﻮ إﻓﺮاد ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﺎﻷﻟﻮھﯿﺔ واﻟﺮﺑﻮﺑﯿﺔ، ﻓﺈنواﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﺎرﻳﺨﯿﺔ، ﺑﻞ وﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺴﺎن ﻛﻨﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺨﻠﻖ. ﻓﻠﯿﺴﺖ اﻟﺨﻼﻓﺔ Ϳ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﻠﯿﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﻘﻂ، وإﻧﻤﺎ ھﻲ ﺗﻔﺮد اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺨﻼﻓﺘﻪ Ϳ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ اﻷرض ھﻮ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ: اﻟﻔﺮدﻳﺔﻏﺎﻳﺘﻪ اﻟﻌﻠﯿﺎ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة ﻣﻌﺎً.ﻟﺬﻟﻚ، اﻻﺳﺘﺨﻼف ھﻮ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ اﻹﺳﻼﻣﻲ. وﻣﻦ ﺛﻢ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺤﻀﺎرات اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﮫﺎ، وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔاﻟﻤﻌﺎﺻﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻋﻘﯿﺪﻳﺎً وﺗﺸﺮﻳﻌﯿﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﯿﺾ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ ھﻲ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ اﻟﺤﻘﺔ اﻟﻼﺋﻘﺔ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎنﻛﺈﻧﺴﺎن. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﺧﻠﯿﻔﺔ ﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ اﻷرض وﻧﺎﺋﺒﻪ ﻋﻠﯿﮫﺎ، وﻻ ﻳﻘﺪح ﻓﻲ ذﻟﻚ رﻓﺾ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻟﮫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﺘﻔﺴﯿﺮھﻢ ﻟﻼﺳﺘﺨﻼف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺧﻼﻓﺔاﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ﺟﯿﻼً ﺑﻌﺪ ﺟﯿﻞ ﺑﺤﺠﺔ أن اﻟﺨﻼﻓﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻟﻠﺨﻠﻖ إﻻ ﺑﻌﺪ ذھﺎب اﻟﺴﻠﻒ وﻣﻮﺗﮫﻢ وھﺬا ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻋﺰ وﺟﻞ.ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ إذ ﻣﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﺳﺘﺨﻠﻒ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻷرض، وأن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻠﯿﻔﺘﻪ ﻓﯿﮫﺎ؟!. إن ھﺬا اﻟﻘﻮل ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺬھﺐ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻦ ﺻﻔﺎتأﻓﻌﺎل اﻟﺮب ﺟﻞ وﻋﻼ. واﻟﺬي ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺑﻘﺼﺪ اﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻗﺪ ﻓﮫﻢ ﺧﻄﺄ أﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺘﻨﺰﻳﻪ. وھﻮ ﻟﯿﺲ ﻛﺬﻟﻚ! وﻟﻜﻨﻪ ﺑﮫﺬا اﻟﺮﻓﺾ ﻳﻀﯿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أھﻢ وأولأﺻﻞ اﻋﺘﻘﺎدي ﻟﺤﻀﺎرﺗﮫﻢ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻔﻘﺪ ﻣﻔﮫﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ أﺣﺪ ﻣﻘﻮﻣﺎت ﺗﻜﺮﻳﻤﮫﺎ وھﻮ ﺧﻼﻓﺔ اﻹﻧﺴﺎن Ϳ ﻋﺰ وﺟﻞ. وﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪوﻳﻮﺿﺢ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﮫﺎ وأھﺪاﻓﮫﺎ.
