لقد مات والفنجان في الفن، سريري مملوء أشاهده وأمتلئ، في الأسفل، مدينة نسيها الفرسان المتعبون، أو هجرها أجدادنا القراصنة المشهورون على شاطئ هذا البحر الذي يفقد أكثر فأكثر لونه وملحه. في شارع الألزاس لورين الذي سمي منذ السنين الأولى للاستقلال محمد خميستي، تحت شمس عمياء وصراخ المارة الحزانى بملامحهم الباهتة وضجيج منبهات السيارات ال...
قراءة الكل
لقد مات والفنجان في الفن، سريري مملوء أشاهده وأمتلئ، في الأسفل، مدينة نسيها الفرسان المتعبون، أو هجرها أجدادنا القراصنة المشهورون على شاطئ هذا البحر الذي يفقد أكثر فأكثر لونه وملحه. في شارع الألزاس لورين الذي سمي منذ السنين الأولى للاستقلال محمد خميستي، تحت شمس عمياء وصراخ المارة الحزانى بملامحهم الباهتة وضجيج منبهات السيارات المندفعة من كل الأنواع، فرنسية، يابانية وألمانية، كان يصل إلى هذا الطابق الذي نقطن فيه، نحن الأربعة منذ خمس سنين، المصعد عاطل منذ عشرين سنة، حجرته تحولت إلى شقة صغيرة، تشغلها امرأة وعشيقها وأبناؤها الثلاثة، أحب انتظار الوقت الذي تكون فيه هذه المرأة في نار نشوتها، في عز الليل الشتوي أو الصيفي، لأيهم، تطلق دون تحفظ عنج ذئبة ضارية. أتصورها بصدد افتراص زوجها بانقضاضات صغيرة، اسمها زفطة، هذه الكلمة تعني (جميلة) باللهجة الوهرانية.