الكثير منا قد سمع أو شاهد حواراً بين شخصين أو أكثر ، والكثير منا قرأ في الصحف والمجلات والكتب حوارات مختلفة لأناس مختلفين ، والكثير أيضاً أجرى حواراً مع غيره . وقد لاحظتُ ولاحظ غيري أن بعض تلك الحوارات كانت منضبطة بآداب وأصول التحاور ن وبعضها قد انفلت من أية آداب أو أخلاقيات للحوار والمحاورة ، وبدا المتحاورون كأنهم يريدون الفتك ...
قراءة الكل
الكثير منا قد سمع أو شاهد حواراً بين شخصين أو أكثر ، والكثير منا قرأ في الصحف والمجلات والكتب حوارات مختلفة لأناس مختلفين ، والكثير أيضاً أجرى حواراً مع غيره . وقد لاحظتُ ولاحظ غيري أن بعض تلك الحوارات كانت منضبطة بآداب وأصول التحاور ن وبعضها قد انفلت من أية آداب أو أخلاقيات للحوار والمحاورة ، وبدا المتحاورون كأنهم يريدون الفتك ببعضهم البعض وهذا سلوكٌ مجانب لآداب السلوك الاجتماعي في الإسلام ، ولا يتفق مع مكارم الأخلاق التي هي عنوان رسالة الإسلام ( إنما يُعثتُ لأتمامَ مكارمَ الأخلاق) ، كما أنه أسلوب غير حضاري . فماذا يقول أطفالنا وناشئتنا من الشباب والشابات عندما يروا تلك المعارك الكلامية غير المنضبطة بأخلاقيات وآداب الحوار ونحن نطالبهم بأن يتهذَّبوا في حوارتهم وكلامهم مع بعضهم البعض ؟سيقولون لنا نحن مازلنا صغاراً وفي ميعة الصبا ونزق الشباب ، فالأولى والأجدر أن توجهوا إرشاداتكم وتوجيهاتكم ووصاياكم لأولئك الصفوة من المتحاورين فهم الأكبر سناً والأعلم ، وإن ما نتلبس به من طيش وحمق ونزق أمور يُرجى برؤها عندما نكبر ونتعلم، ولكن ما قولكم إذا كان المتحاورين ممن لم يلتزم بآداب الحوار ، وأصول المجادلة ، ورأيتم البعض – وهم قلة – يتراشقون الكلمات الجارحة والنابية ، ويرمي بعضهم بعضاً بالتكفير والتفسيق والتبديع ، وربما رمى أوراقه في وجه محاوره وانصرف ، وهذا كله على مرأى ومسمع من المشاهدين والمستمعين ؟ . لذلك كان لا بد من التطرّق غلى آداب الحوار في الإسلام كي ينشأ جيل مسلم يتحلّى بمكارم الأخلاق ومكارم الصفات ومحاسن السجايا والشمائل في كل السلوكيات . والتي منها سلوكيات التحاور والمجادلة والمناظرة