يحتوي هذا الكتاب على كلمات قليلة حول قضية كبيرة، ألا وهي قضية "حقوق الإنسان" بملامح السهل الممتنع التي تميزها والتي تجعلها محلاً للتنازع بين المنتهكين والمدافعين، على المستوى المحلي والدولي. والمعارك الدائرة حول موضوع حقوق الإنسان تفرض منذ البداية توضيح جوانب الموضوع بالدرجة التي تفرض للتعارك قواعد وأصولاً فلا يؤدي في النهاية لل...
قراءة الكل
يحتوي هذا الكتاب على كلمات قليلة حول قضية كبيرة، ألا وهي قضية "حقوق الإنسان" بملامح السهل الممتنع التي تميزها والتي تجعلها محلاً للتنازع بين المنتهكين والمدافعين، على المستوى المحلي والدولي. والمعارك الدائرة حول موضوع حقوق الإنسان تفرض منذ البداية توضيح جوانب الموضوع بالدرجة التي تفرض للتعارك قواعد وأصولاً فلا يؤدي في النهاية للتضحية بحقوق الإنسان نفسها على مذهب الصراعات السياسية.فالمُثل واجبة الاحترام تحتاج للتحرك من التجريد إلى التحديد لتتحدد مواقف الناس منها. ويشمل ذلك معالجة الخلاف بين الطابع العالمي لفكر وحركة حقوق الإنسان والإطار المحلي المفترض تجسدها فيه. بما في ذلك العلاقة بين مبدأ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول من ناحية، ومبدأ إلزامية المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي وقعّت عليها مختلف الدول دون أن تلتزم بها عملياً من ناحية أخرى، وبين هذا وذاك تأتي مسألة الكيل بمكيالين والاستخدام النفعي أو الذرائعي لقضية حقوق الإنسان في الصراعات بين الدول. والكلمات التي تحملها هذه الصفحات هي محاولة أولية لتوضيح بعض جوانب الإشكالية وإجلاء بعض تعقيدات الموضوع بعد التعريف بأولياته. وهي لا تدعي أكثر من كونها "مقدمة" للدخول في الموضوع، خصوصاً لمن يتلمسون بدايات الاهتمام بهذه القضية الشائكة ويحتاجون إشارة أولية لبعض مسارات المجال الوعر.