هذا كتاب العثمانيون والروس قام بجمعه "علي حسون" بعد إصداره كتاب الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية الذي نعرض فيه بصورة خاصة للعلاقات بين أوروبا والعثمانيين دون التفصيل عن جانب الروس وما جرى بينهما. وكان من الضروري على المؤلف شرح هذا الجانب من العلاقات، الأمر الذي حاول التعرض له في هذا الكتاب وخاصة من الناحية السياسية والعسكرية....
قراءة الكل
هذا كتاب العثمانيون والروس قام بجمعه "علي حسون" بعد إصداره كتاب الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية الذي نعرض فيه بصورة خاصة للعلاقات بين أوروبا والعثمانيين دون التفصيل عن جانب الروس وما جرى بينهما. وكان من الضروري على المؤلف شرح هذا الجانب من العلاقات، الأمر الذي حاول التعرض له في هذا الكتاب وخاصة من الناحية السياسية والعسكرية.من المعلوم أن العداء العثماني الروسي الذي شغل مدة متطاولة من تاريخ الدولتين كان يمثل في صفحته العريضة واقعاً عملياً جسد التناقض الفكري بين الأمتين انطلقت الأولى في تحركها من الانتماء للإسلام بينما كانت الأخرى تعمل من وحي المعسكر المعادي. حرك العثمانيون عامل الجهاد في توسعهم شرقاً وغرباً وجنوباً فكان هذا مبعث الغزو والفتوحات التي مثل فتح القسطنطينية منعطفها التاريخي الخطير. وتوسعت رقعة الدولى إلى أن بلغت منعطفها الآخر عندما وقف الجنود بقيادة سليمان القانون أمام أسوار فيينا وتكرر الأمر مرات عدة حتى وصل العثمانيون المنعطف الحاد المعاكس في توقفهم الأول أمام جيوش بطرس الأكبر وحصل صلح كبنابرجى.هذا من جهة، أما من حيث الدوافع الكامنة وراء النوايا الروسية فكانت في الحقيقة تحمل طابعاً توسيعاً استعمارياً تركه الأحقاد الكامنة في استرداد القسطنطينية من أيدي العثمانيين المسلمين. وبينما كان العثمانيون ينحدرون في وهاد الضعف والانحطاط التي ساقهم إليها الأعداء، كان الروس في تقدم مستمر وتوسع واكب عصر الغزو الاستعماري العربي لبلدان آسيا وإفريقيا وخاصة أقطار العالم الإسلامي. وقد قسم المؤلف الكتاب إلى ثمانية أبواب تحدث في أولاهما عن نشأة العثمانيين والروس حتى فتح القسطنطينية. ووقف في الباب الثالث على مصادر العداء العثماني الروسي. أما تفاصيل الوقائع الحربية بينهما فقد أعطاها بعضاً من التفصيل في البابين السادس والسابع مع شرح للمعاهدات المبرمة.