وقفت، ذات يوم، على بحث لواحد من أفاضل الباحثين في اللغات السامية، ذكر فيه أن العربية قصرت عن سائر اللغات في صنع الأفعال، فاقتصرت على الصيغ الثلاث المشهورة: الماضي، والمضارع، والأمر. ولم تعن بالدلالات الزمنية، التي لا يكفي في تحديدها ما نص عليه النحاة، وما حددوه بزمن التكلم: ما يسبقه، وما يكون في وقته، وما يأتي بعده، فوجدت أن الب...
قراءة الكل
وقفت، ذات يوم، على بحث لواحد من أفاضل الباحثين في اللغات السامية، ذكر فيه أن العربية قصرت عن سائر اللغات في صنع الأفعال، فاقتصرت على الصيغ الثلاث المشهورة: الماضي، والمضارع، والأمر. ولم تعن بالدلالات الزمنية، التي لا يكفي في تحديدها ما نص عليه النحاة، وما حددوه بزمن التكلم: ما يسبقه، وما يكون في وقته، وما يأتي بعده، فوجدت أن الباحث الفاضل على حق من وجوه عديدة، ولكنه مع ذلك في حاجة إلى كشف حقيقة هذا الأمر الذي التبس على الباحثين، لأن منهاج البحث عند النحاة قد تنكب سبيل المعاني، وصرف للبحث في أواخر الكلم جل اهتمامه.والفعل من هذه الجهة لا يتعرض لكثير من التغيير في آخره، بل إن البناء فيه أغلب، وأكثر.