يسعى هذا الكتاب إلى دراسة ومناقشة وضع ومكانة ودور المرأة في المجتمع الليبي المعاصر، وخاصة العلاقة بين المرأة والإقتصاد والتنمية، فهذه العلاقة التي يصعب تحديدها وتحليلها يختلف الباحثون والناس عامة حولها، فالبعض يرى أن المرأة مكانها البيت ودورها تربية الأبناء والإهتمام بالزوج والأسرة، بينما يرى البعض الآخر من الباحثين والمختصين وم...
قراءة الكل
يسعى هذا الكتاب إلى دراسة ومناقشة وضع ومكانة ودور المرأة في المجتمع الليبي المعاصر، وخاصة العلاقة بين المرأة والإقتصاد والتنمية، فهذه العلاقة التي يصعب تحديدها وتحليلها يختلف الباحثون والناس عامة حولها، فالبعض يرى أن المرأة مكانها البيت ودورها تربية الأبناء والإهتمام بالزوج والأسرة، بينما يرى البعض الآخر من الباحثين والمختصين ومن الناس عامة أنه بإمكان المرأة أن تجمع بين واجبات منزلها وأسرتها وتقوم بدور إقتصادي في مجتمعها بما يناسب دورها وخصوصيتها.والمهم دائماً هو أن تعمل المرأة برغبتها إذا احتاجت لذلك، ورأت ذلك، فلا تشعر بأنها محرومة من العمل والحق في العمل، وبين هذين الرأيين مواقف وإتجاهات مختلفة ومتذبذبة في بعض الأحيان تؤيد عمل المرأة، والبعض الآخر منها يرى أن المرأة حرة تعمل أو لا تعمل المهم ألا يزاول عليها أي ظلم وعسف وحرمان من حقوقها بما في ذلك العمل والمشاركة في صنع الحياة في مجتمعها، وأي مجتمع يهمل المرأة فهو مجتمع يهمل نفسه، فيكفي التدليل على أهمية المرأة في المجتمع، بأنها مدرسة تنقل الثقافة إلى أبنائها وأطفالها الذين هم قوة المجتمع وهم الموارد البشرية لأي تنمية حقيقية في المجتمع وفوق هذا وذاك فهي إنسان له كامل الحقوق الإنسانية التي تؤكدها الأديان السماوية والشرائع والمواثيق الدولية، والمهم أن تأخذ المرأة مكانها المناسب ودورها في المجتمع وتشعر بأنها إنسان حر له كامل الحقوق عليه واجبات نحو وطنه وأسرته والإنسانية جمعاء.وقد أعد المؤلف هذه المادة العلمية ليسهم في إثراء الحوار العلمي والثقافي والمكتبة العلمية حول المرأة في المجتمع الليبي، ويفيد الطلاب والمهتمين بقضايا المرأة فيه، ويلقي الضوء على قضية محددة من قضايا المرأة وهي مشاركتها في العمل والإقتصاد والحياة العامة من منظورين اثنين: الأول: هو واقع المرأة الليبية بأبعاده الإجتماعية العامة، والثاني: منظور الدراسات المعاصرة والإتجاهات الإجتماعية حول النوع الإجتماعي "Gender" وعلاقته بالتنمية.ولإعداد هذا الكتاب فقد عرض الموضوع في ثلاثة مستويات: الأول: إعادة بناء صورة المرأة في التاريخ الإجتماعي الليبي القديم، والثاني: تحديد صورة المرأة في مجتمع اليوم وإسهامها في نموه وتطوره، خاصة من خلال المشاركة في سوق العمل أو القوى العاملة في المجتمع، وبالنسبة للمستوى الثالث: فهو عرض وشيء من التحليل لإستراتيجية وطنية أو تخطيط وطني للمزيد من إندماج المرأة في حياة المجتمع ونشاطاته المختلفة.