التعليم بمفهومه العام، هو نوع من الاتصال المنظم المستمر بين المعلم والتلميذ غايته إحداث تعلم، وهو بهذا المفهوم لا يتم من خلال تفاعل ونشاط مشترك بينهما، ويحدث في الغالب في حجرة الصف، وعن طريقه يتحقق توجيه سلوك المتعلم، أي أن التعليم عملية يتم فيها تنظيم بيئة التلميذ لمساعدته على تعلم سلوك معين ضمن شروط خاصة، وهي عملية فنية غايتها...
قراءة الكل
التعليم بمفهومه العام، هو نوع من الاتصال المنظم المستمر بين المعلم والتلميذ غايته إحداث تعلم، وهو بهذا المفهوم لا يتم من خلال تفاعل ونشاط مشترك بينهما، ويحدث في الغالب في حجرة الصف، وعن طريقه يتحقق توجيه سلوك المتعلم، أي أن التعليم عملية يتم فيها تنظيم بيئة التلميذ لمساعدته على تعلم سلوك معين ضمن شروط خاصة، وهي عملية فنية غايتها تزويد المتعلم بالخبرات العملية والعلمية بأفضل الطرائق.وقد اختلفت آراء المربين وتباينت وجهات أنظارهم حول عملية التعليم، إلا أنه من المؤكد أن نجاح أي معلم في تعليمه يرتبط ارتباطاً مباشراً بنجاح طريقته في التعليم، إذ لا يكفي المعلم أن يكون متقناً المادة الدراسية التي يعلمها، بل لا بد له من طريق يستطيع بواسطتها إيصال المعلومات إلى ذهن التلميذ بأسلوب شيق وجذاب يجعل التلميذ ينتبه للدرس ويتفاعل مع المعلم، إذ من الصعب الفصل بين المادة والطريقة لأن المعلم مهما كان غزيراً في مادته فإنه سيجد صعوبة في توصيلها إلى التلميذ، وكذا الطريقة مهما كان نوعها فإنها لا تعوض فقر المادة، بما يعني أن المادة والطريقة متلازمتان لا يمكن الفصل بينهما.ومن غير شك فإنه ليس هناك طريقة واحدة للتعليم يمكن اعتبارها صالحة لجميع المواقف التعليمية ولجميع المعلمين أو لجميع المواد. لذلك من واجب كل مختص في مجال طرائق التدريس أو كل ذي خبرة في هذا المجال أن يقدم معارفه وخبراته للمعلمين المستجدين بكل تواضع، فلا يجوز له أن يدعي بأن طريقته أفضل الطرائق أو أن أسلوبه في التدريس انجح الأساليب، مهما بلغت معارفه أو اتسعت تجاربه وخبراته، لأن طريقة التدريس عملية فنية بحتة، تزيدها المعارف النظرية متانة وقوة وتصقلها الخبرة، ويفيدها النقد الموضوعي الهادف تطويرها، لذلك فأنني لا أستطيع أن ادعي بأن هذا الكتاب الطرائقي قد استوفى معالجة قضية تدريس اللغة العربية. أو انه استوعب مختلف الطرائق المقدمة في هذا المجال. رغم أنني قدمت عصارة فكري، وخلاصة تجربتي الطويلة التي تصل في مجموعها إلى أكثر من أربعين سنة. نصفها في التدريس الجامعي، والنصف الآخر في التدريس العام. فقد كان الكتاب محصلة هذه التجربة، وثمرة من ثمرات عملي كمدرس لمقرر طرائق تدريس اللغة العربية في كلية التربية بجامعة عدن لمدة تزيد عن ثمان وعشرين عاماً متواصلة.وبذلت ما أستطيع من جهد ليظهر بالصورة التي هو فيها. وقدمت فيه معالجات جادة لكثير من مشكلات تعليم اللغة العربية في المراحل المختلفة من التعليم العام. مقرونة بمقترحات لطرائق تدريسية حديثة أثبتت نجاحها و فاعليتها من خلال التطبيق العملي والتقويم المستمر. ومع ذلك ليست ملزمة للمعلم لأن الالتزام الحرفي بأيه طريقة فيه الكثير من المخاطر حتى لو كانت هذه الطريقة أو تلك قد أعطت نتائج إيجابية عند التطبيق العملي، لأن الطريقة الناجحة تتطلب المرونة بحسب ظروف ومتطلبات الموقف التعليمي ذاته. وطبيعة المعلم وقدراته واستعداداته لتطوير نفسه وتجديد أساليبه، ولهذا السبب أسميتُ الكتاب (تدريس اللغة العربية، وفقاً لأحدث الطرائق التربوية) ليكون مقرراً لمادة طرائق تدريس اللغة العربية في كليات التربية بجامعة عدن وربما الجامعات اليمنية وكذلك ليكون مرجعاً لمعلمي اللغة العربية. لتحسين أساليبهم، وتطوير مهاراتهم التدريسية، وليس هذا فحسب، وإنما يمكن أن يكون مرجعاًً أيضاً للموجهين التربويين ومدرسي وأساتذة طرائق التدريس في معاهد المعلمين وكليات التربية. ومساعداً كذلك للباحثين وطلاب الدراسات العليا في مجال طرائق تدريس اللغة العربية.إن هذا الكتاب يحتوي على عشر وحدات تعليمية. بحيث تعنى كل وحدة منها بتعليم فرع واحد أو أكثر من فروع اللغة العربية. مع مراعاة إعطاء كل فرع حقه من المعالجة من غير المساس بوحدة اللغة. وترابط الفروع ببعضها، وخصوصية كل مرحلة من مراحل التعليم العام، وبما يوافق التدرج في المراحل. ولذلك وضعت كل وحدة في فصل خاص بها فاشتمل الكتاب على عشرة فصول مستقلة ينتهي كل فصل بأسئلة لمناقشة محتوى الوحدة ولذلك حرصت على تحديد أهداف كل وحدة من وحدات الكتاب، وصياغة تلك الأهداف صياغة دقيقة ليسهل قياس نتائج دراستها، من خلال قدرة الدارس على الإجابة الصحيحة عن أسئلة المناقشة الواردة في نهاية كل وحدة، ولما كان الكتاب لا يعنى بتعليم اللغة العربية في مرحلة بعينها، بل يعنى بتعليمها في المراحل المختلفة ابتداء من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، فقد حرصت على إظهار الفروق بين كل مرحلة وأخرى وفقاً لتطوير نمو التلاميذ وتنويع طرائق تعليم كل فرع، مع مراعاة التدرج بحسب خصائص النمو وطبيعة كل مرحلة وبما يحقق أهداف الوحدة التعليمية، ولهذا السبب عملت على توحيد المصطلحات المزدوجة، كالتلميذ والطالب، أو المعلم والمدرس، أو التعليم والتدريس أو الوسيلة التعليمة ووسيلة الإيضاح، أو غيرها من المصطلحات، ولتحاشي هذه الازدواجية استخدمت بعض المصطلحات دون سواها في عموم وحدات الكتاب دون النظر إلى الاستخدامات الشائعة لتلك المصطلحات في بعض الكتب. لذلك تروني استخدمت مصطلح (التلميذ) حيث كان ينبغي أن استخدم مصطلح (الطالب) علماً بأن التلميذ هو من يتعلم في الصفوف الدنيا من التعليم الأساسي.بينما الطالب هو الذي يدرس في الصفوف العليا.وهكذا الحال بالنسبة لبقية المصطلحات الأخرى كالمعلم، والتعليم.... وغيرها من المصطلحات التي يتكرر ورودها في الكتاب في غير مواضعها المناسبة لا لشيء إلا لتحاشي ازدواجية المصطلح، مع العلم أن استخدام هذا المصطلح أو ذاك لن يغير شيئاً، مادام المعنى واضحاً. والمراد به محدداً. في الأخير.