تعتبر ظاهرة الإجرام واحدة من أشد ظواهر السلوك الإنساني تعقيداً ، ومن أهم التهديدات التى تواجه أمن وسلامة ومصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات بشتى صورها ، ولذا فقد اهتمت كافة المجتمعات والدول بالتصدي لها بكافة السبل والوسائل ، واتجهت الجهود إلى وضع سياسات وإستراتيجيات وطنية تقوم على مساهمة كافة قطاعات الدولة الرسمية وغير الرسمية ...
قراءة الكل
تعتبر ظاهرة الإجرام واحدة من أشد ظواهر السلوك الإنساني تعقيداً ، ومن أهم التهديدات التى تواجه أمن وسلامة ومصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات بشتى صورها ، ولذا فقد اهتمت كافة المجتمعات والدول بالتصدي لها بكافة السبل والوسائل ، واتجهت الجهود إلى وضع سياسات وإستراتيجيات وطنية تقوم على مساهمة كافة قطاعات الدولة الرسمية وغير الرسمية وفى مقدمتها أجهزة التشريع العقابي والعدالة الجنائية . وسعى المهتمون بمكافحة الجريمة إلى الاستعانة بالعلوم الإنسانية والنفسية والاجتماعية والقانونية وغيرها ، وبما تقدمه من معطيات بغرض السيطرة على هذه الظاهرة أو الحد منها ، إلا انه – ورغم ذلك كله – وبدلاً من أن يؤدى ذلك إلى الحد من هذه الظاهرة أو تحجيمها ، فإنه على العكس قد تبين أنها تزداد خطراً وضراوة وتفاقماً فى كل بلدان العالم .لقد أدى التقدم التكنولوجي الكبير – وبخاصة فى مجال الاتصالات و المواصلات بين كافة أرجاء المعمورة – إلى تطور الجريمة بوجه عام وظهور أنماط جديدة منها على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية ، فزادت معاناة العالم من الجريمة المنظمة والإرهاب ، والمخدرات ، وأنشطة غسيل الأموال ، وتزييف العملة ، والجرائم البيئية والصناعية والمعلوماتية ، وسرقة الأعمال الفنية والتحف الأثرية ، وزادت خطورة بعض هذه الأنشطة الإجرامية إلى درجة فاقت قدرات جميع الدول قاطبة على المواجهة ، بما فى ذلك الدول الكبرى .حييث يثير موضوع ” التعاون الدولى فى مجالات مكافحة المخدرات ” – إلى جانب المشكلات الخاصة بظاهرة الإجرام ومناهج مكافحتها – العديد من القضايا المتعلقة بالتعاون الدولى فى حد ذاته ، سواء من منظور المجتمع الدولى أو من منظور الدولة الوطنية ، هذا وكما تناول الكتاب جانباً من المقارنة بين كل من استراتيجية جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية فى مجال مكافحة الجريمة ، وقد تم اختيار الولايات المتحدة الأمريكية – كنموذج للمقارنة – باعتبار كونها أكثر دول العالم استهلاكاً للمخدرات كما أنها تعد دولة منتجة للمخدرات ، فضلاً عن كونها مسرحاً لعمليات الإجرام المنظم ، وهى تمثل نموذجاً هاما للدراسة نظراً لان أنظمتها كان لها دورها المميز- تنظيماً وتخطيطاً وتنفيذاً – فى مجال مكافة جرائم المخدرات والجريمة بوجه عام وفى مجال تنمية ” التعاون الدولى ” لهذا الغرض بوجه خاص .
