هناك خيط يتمدد في جسد النص مثل النسغ عن قصة حب نشأت في الزمن الخطأ والمكان الخطأ لتستمر مع الخطأ.. لكنه لأول مرة الخطأ الذي ينجي مراهقتين من الموت المحتم.. وهناك قصة الفنان الذي ظل يدور مع المحاصرين وهو يحمل معرضه الشخصي على ظهره.. لينتهي مصيره برصاصة مسدس يضعها هو في رأسه بعد أن حوصر في كمين خلال محاولة من محاولات النفاذ من شرن...
قراءة الكل
هناك خيط يتمدد في جسد النص مثل النسغ عن قصة حب نشأت في الزمن الخطأ والمكان الخطأ لتستمر مع الخطأ.. لكنه لأول مرة الخطأ الذي ينجي مراهقتين من الموت المحتم.. وهناك قصة الفنان الذي ظل يدور مع المحاصرين وهو يحمل معرضه الشخصي على ظهره.. لينتهي مصيره برصاصة مسدس يضعها هو في رأسه بعد أن حوصر في كمين خلال محاولة من محاولات النفاذ من شرنقة الحصار..مجاميع من الشبان والشابات اتخذوا من الجبال مثابة لتمردهم. بدأوا قلائل في غياهب بعيدة ومعزولة لكنهم تكاثروا وغدا نشاطهم محسوساً، الأمر الذي استوجب تشغيل ماكنة الردع الشرقي. لتبدأ حكاية الابتزاز المهلك بسبي ذوي هؤلاء المتمردين، خطف أبناءهم، بناتهم، أخواتهم، أمهاتهم، زوجاتهم آباءهم. حكاية حياة رغم القسوة التي دمغت فصولها كانت تنوس بقصص حب نسجت خيوطها مع خيوط العنكبوت.. زوجات وأمهات وأخوات وآباء وجدوا أنفسهم محاصرين في خضم قتال لا جبهة له.. ليدفعوا حياتهم ثمناً لخيار لم يكن خيارهم الشخصي. اكتنفتهم غياهب لم تزل مجهولة في مكان ما من خارطة الدفن الجماعي العراقية.وصفهم الإعلام الحكومي المسيطر على منافذ النشر الداخلي منها والخارجي بأوصاف تنتمي للشتيمة والاتهام (عصاة)، (مخربين)، (عملاء)...إلخ وأحياناً كانت تصفهم بعض الوكالات العالمية من باب الحياد أنهم (ثوار) على نظام صدام حسين. ماذا حصل لأولئك الثوار بعد توقف الحرب العراقية – الإيرانية يوم 8/8/1988. هذا هو موضوع الرواية. يقول مؤلفها:رزمة أوراق قديمة، كتبتها حين كانت الأحداث لم تزل طازجة يتصاعد بخارها من أجسادنا، من تنظيراتنا، من احتفالات عدونا بنصره علينا، من هذيان مذيعين ومذيعات وصحف لم تنصفنا يوماً. لاحقت فصولها حين كان كل شيء لم يزل ينبض بدمه وبحرارة مراراته وملابساته الكثيرة. حكاية تصاعدت لولبياً مع صعودنا وهبوطنا على تجاعيد وأخاديد تلك الوديان الناظر إليها من فوق لا يجد فيها غير هاوية الجحيم.حكاية تلك الكهوف التي كانت قبل أن نسكنها للوحوش. تلك الغرف التي نحتناها بنضيح عرقنا وهواجس جنوننا بموقد النار في حصارات الثلج التي لم تكن تمزح مع إهمالنا المديني... حكاية الحرب التي كانت فيها زوجاتنا وأطفالنا وأمهاتنا وأخواتنا وآباءنا هم الأسرى والأسلاب وهم الثمن الذي لم تختلف حول خمسه أو سدسه قبائل الأمن والمخابرات.. تقاسمت رفاتنا خارطة الدفن الجماعي التي افترشت البلد والتهمت المنافي القريبة والبعيدة ومن قاوم عوامل فنائه وفاض على حفلات الدفن. عن المؤلف:كريم كطافة مواليد العرق عام 1961 بدأ الكتابة في أنواع أدبية عديدة، رواية، قصة قصيرة، نقد أدبي، سيناريو، يوميات..أعماله المنشورة:رواية ليالي ابن زوال، عن دار الشؤون الثقافية في بغداد 2007. ثم رواية حمار وثلاث جمهوريات عن دار الجمل 2008.مجموعة قصصية بعنوان الرجل والقِدر. كتاب ديمقراطية بدمها - يوميات بغدادية.إضافة إلى الكثير من النصوص والمقالات الموزعة بين النقد الأدبي والعمود الصحفي منشورة في جرائد ومجلات عراقية وعربية ومواقع الكترونية مختلفة.يقيم في هولندا ويعمل رساماً (في مجال الرسم الهندسي)