ديوان الفرزدق

يضم "ديوان الفرزدق" بين دفتيه جميع ما جاء به الشاعر متأثراً بنشأته البدوية، فقد كان كثير الأحاديث، حلو القصص، عذب الأسلوب. الفرزدق: هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة من تميم. ولد في البصرة سنة 20هـ/ 641م، وتوفي سنة 114هـ/ 733م. عاش الفرزدق حياة طويلة قضى معظمها في الفسق والمجون، فأقبل على الدنيا يتمتع بلذاتها حتى آخر يوم من أيامه، ومع ذلك فقد ذكرت الروايات أنه في آخر أيامه صلى وتاب نادماً..يعتبر الفرزدق" أحد شعراء المثلث الأموي مع الأخطل وجرير، وكانت لكل منهم ميزة في شعره وكانت ميزة الفرزدق الفخر والهجاء. تميزت أشعاره بالفخر تارة، والهجاء تارة أخرى، وامدح، وكذلم الرئاء.في الفخر: اتبع شاعرنا طريقة شعراء الجاهلية فهو يردد أسماء أجداده ويعدد أمجادهم ويبالغ في أوصافهم.أما في الهجاء: فكان يكيل الشتائم لخصومه ويعمد إلى المقابلة بين قومه وقوم المهجو مبيناً مثاليهم ومعدداً أمجاد قومه وبطولاتهم.والمدح عنده يشبه إلى حد بعيد شعر الجاهليين من حيث الوقوف على الأطلال ووصف الناقة والطريق للوصول إلى الممدوح، وكان هذا الشعر في معظمه تكسيباً وليس على قناعة.أما الرثاء عند الفرزدق ففيه الكثير من التصنع لأنه لم يصدر عن عاطفة جياشة وشعور دفَاق، وإنما يحمل الاستهتار بمشاعر الآخرين.يقسم هذا الكتاب إلى مقدمة تتناول اسم الشاعر ومولده ونشأته وحياته العائلية وزوجاته شخصيته وثقافته وكذلك شعره. يلي ذلك "الديوان" ويتضمن: شعر الفرزدق الذي جاء على وزن التفعيلة في بحور الشعر العربي المختلفة مستخدماً منها البحر الطويل والوافر والبسيط والكامل.. ووزعت القصائد بحسب "القافية"، وبدأت يقافية الهمزة، يليها الألف، الباء، التاء، الجيم، الحاء، الدال، الراء، الزاي، السين، الشين، الصاء، الضاء، العين، الفاء، القاف، الكاف، اللام، الميم، النون، الهاء، وأخيراً الياء.هذا، ويتبع كل عنوان "قافية" في الكتاب مجموعة من القصائد التي فاضت بها قريحة الشاعر والتي تطبع بطابعها ثقافة العصر الجاهلي والنشأة البدوية التي ظل الشاعر طوال حياته وفياً لها يحن إليها ويجهر بتفضيل عاداتها فنراه ينشد: وإنا أهل باديةٍ ولسنا، بأهل دراهم حضروا القرارا.