يضم "ديوان الأخطل" بين دفتيه كافة أشعاره متأثراً بالشعر الجاهلي، وخاصة بالنابغة الذبياني الذي ترسم خطاه وتأثر به في بعض صوره وألفاظه، واتفق الرواة أيضاً على أنه كان معجباً بخمريات الأعشى إعجاباً شديداً ومقداراً لشعره، رافعاً من شأنه. والأخطل هو لقبه أما اسمه: غياث بن غوث بن الصلت بن الطارقة بن عمرو بن سيحان بن بكر بن مالك بن جشم...
قراءة الكل
يضم "ديوان الأخطل" بين دفتيه كافة أشعاره متأثراً بالشعر الجاهلي، وخاصة بالنابغة الذبياني الذي ترسم خطاه وتأثر به في بعض صوره وألفاظه، واتفق الرواة أيضاً على أنه كان معجباً بخمريات الأعشى إعجاباً شديداً ومقداراً لشعره، رافعاً من شأنه. والأخطل هو لقبه أما اسمه: غياث بن غوث بن الصلت بن الطارقة بن عمرو بن سيحان بن بكر بن مالك بن جشم بن غنم بن تغلب، ولد حوالي السنة 640 م وتوفي في خلافة الوليد بن عبد الملك (86- 96م).أما عن مكانته في عالم الشعر فيكفي أن نذكر شهادة بعض القدامى فيه، فابن سلام عدَه في الطبقة الأولى بين الشعراء الإسلاميين، وسأل جريراُ ابنه: "أأنت أشعر أم الأخطل"؟ فقال: "يا بني ادركت الأخطل وله ناب واحد ولو أدركته وله ناب آخر لأكلني". وكان عبد الملك يلقبه بشاعر أمير المؤمنين، وشاعر بني أمية وأشعر الشعراء".يقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام تبدأ بمقدمة تتناول اسم الشاعر، بولده ونشأته، حياته العائلية، زوجاته، شخصية وثقافية، وشعره. يلي ذلك "الديوان" ويتضمن شعر "الأخطل" الذي جاء علة وزن التفعيلة في بحور الشعر العربي المختلفة مستخدماً ومنها البحر الطويل، والبسيط، والوافي، والكامل، والرجز، والمتقارب، والخفيف. ووزعت القصائد بحسب "القافية" وبدأت بقافية الهمزة، يليها الباء، التاء، الثاء، الحاء، الدال، الراء، الزاي، السين، الضاء، العين، القاف، الكاف، اللام، الميم، وأخيراً النون. هذا، ويتبع كل عنوان "قافية" في الكتاب مجموعة من القصائد التي فاضت بها قريحة الشاعر والتي طبعت بطابعها ثقافة ذلك العصر التي تميزت بعصبية قبلية وخصوصاً إذا ما عرفنا أن قبيلته "بنو تغلب" بقيت على نصرانيتها في عهد الإسلام، وتأثره بالجاهليين في شعره بما في ذلك الوقوف على الأطلال والتشبيب بالنساء، فهو بدوي قلباً وقالباً نشأ في البادية وتطبع بطبعها.أما القسم الأخير من هذا الكتاب فجاء على شكل "ملحق" وهو عبارة عن ترجمة الأخطل من كتاب "الأغاني". وفيه ذلك الأخطل وأخباره ونسبه ويشتمل علة محطات من حياة الشاعر، ومدحه، وهجائه وما ذكره الرواة عنه نذكر منها ما أنبأ نابه أبو عبد الرحمن عن المدائني قال: "دخل الأخطل على عبد الملك وقد شرب، فكلمه فخلط في كلامه. فقال له: ما هذا؟ فقال: ّإذا شرب الفتى منها ثلاثاً، بغير الماء حاول أن يطولا/ مشى قرشيةً لا عيب فيها، وارخى من مآزره الفضولا.