انتزعت الجزائر استقلالها بعد ليل الاستعمال الحالك الطويل، وبعد مقاومة عنيفة وثورات عارمة قام بها الشعب الجزائري ابتداءً من مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري وأحمد باي ومروراً بثورات المقراني وأولاده سيدي الشيخ وفاطنة نسومر وبو عمامة وغيرهم، وانتهاءً بثورة نوفمبر 1954 المباركة التي حررت الوطن والشعب. وقد دفع الشعب الجزائري الثمن ...
قراءة الكل
انتزعت الجزائر استقلالها بعد ليل الاستعمال الحالك الطويل، وبعد مقاومة عنيفة وثورات عارمة قام بها الشعب الجزائري ابتداءً من مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري وأحمد باي ومروراً بثورات المقراني وأولاده سيدي الشيخ وفاطنة نسومر وبو عمامة وغيرهم، وانتهاءً بثورة نوفمبر 1954 المباركة التي حررت الوطن والشعب. وقد دفع الشعب الجزائري الثمن غالياً من أجل استرداد حريته وكرامته، مما لم يعرفه أي شعب غيره ممن ابتلوا بالاستعمار.حيث قدم الجزائريون على مذبح الحرية ملايين الضحايا وكان آخرها مليون ونصف مليون من الشهداء في ثورة نوفمبر الخالدة كل ذلك من أجل أن يسترد الشعب حريته ويعيش في ظل الأمن والطمأنينة والعدالة الاجتماعية في وطنه المستقل. ولكن هل تحقق ما ضحى الشعب من أجله وما كان ينتظره حينما يصبح سيداً عل أرضه يحكمه أبناؤه؟ إننا إذا نظرنا إلى الوضع الذي يعيشه الجزائر اليوم والزمه التي يتخبط فيها ندرك أن هذه الطموحات لم تتحقق كلها، بل عرفت في السنوات الأخيرة الانتكاسة خطيرة تتمثل في محاولات تمزيق أواصر الشعب الجزائري ووحدته وذلك عبر زرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناءه عرقياً ولغوياً، والمستهدف الأول من ذلك ليس الشعب فحسب وإنما الإسلام والعروبة.وهذا الكتاب جاء ليلقي الضوء على ما يحدث في الجزائر اليوم، وهو من إعداد رجل سياسي يتمتع بسمعة طيبة لدى أغلبية القوى السياسية في الجزائر وهذا ما جعل منه محلاً للاجتماع الوطني، الأمر الذي يعطي لكتاباته وحواراته وتصريحاته وتداخلاته التي يحتويها هذا الكتاب مكانة هامة وبارزة بين أقرانه من المفكرين السياسيين جزائريين.