كان لبعد مناطق المشرق الإسلامي عن عين الخلافة سواء كانت في دمشق أو في بغداد أكبر الأثر على فرار كثير من المتذمرين عقديًا أو سياسيًا إلى هذه المناطق، ليكونوا في مأمن من تتبعهم واقتفاء أثرهم، لذلك فقد تضافرت عوامل عديدة أدت إلى فكرة الاستقلال عن الخلافة الإسلامية، والتي بدأت مبكرة في العصر العباسي الأول خاصة في الغرب الإسلامي، حيث...
قراءة الكل
كان لبعد مناطق المشرق الإسلامي عن عين الخلافة سواء كانت في دمشق أو في بغداد أكبر الأثر على فرار كثير من المتذمرين عقديًا أو سياسيًا إلى هذه المناطق، ليكونوا في مأمن من تتبعهم واقتفاء أثرهم، لذلك فقد تضافرت عوامل عديدة أدت إلى فكرة الاستقلال عن الخلافة الإسلامية، والتي بدأت مبكرة في العصر العباسي الأول خاصة في الغرب الإسلامي، حيث ظهرت الإمارة الأموية في الأندلس، ودولة الأدارسة في المغرب والأغالبة في تونس، كما ظهرت في المشرق الدولة الطاهرية التي أسسها طاهر بن الحسين قائد الخليفة المأمون العباسي.وبذلك نرى أن ملامح الاستقلال بدأت من العصر العباسي الأول عام 132-232هـ، أي في الفترة التي اصطلح على تسميتها بعصر القوة في الخلافة العباسية.. وكأن هناك أسبابًا كثيرة أدت إلى عملية الاستقلال عن الخلافة غير ما ساد عن أن ضعف الخلافة في العصر العباسي الثاني كان سببًا في ظهور هذه الدويلات بزعامات مختلفة الجنسيات. وقد انقسمت دول المشرق المستقلة إلى دويلات فارسية ودويلات تركية. الدويلات الفارسية: الدولة الطاهرية -الدولة الصفارية- الدولة السامانية- الطربية- الزيارية- البويهية. الدويلات التركية: الدولة الغزنوية- الدولة السلجوقية- الدولة القراخطائية- الدولة الخوارزمية.وسنعرض تفصيلًا لهذه الدويلات التي كان لها أكبر الدور في رسم شكل تاريخ الخلافة العباسية في عصرها الثاني.
