لقد ربط علماء نفس الإبداع في بحوث كثيرة بين الإبداع، ومرحلة الطفولة من جهة، وبين الإبداع واللغة من جهة أخرى، ولاشك بأن اللغة هي أول مرحلة في تعليم الأطفال ابتداء من المناغاة وحتى اكتمال صور التعبير اللفظي لديهم، فإذا تمكنا من غرس المفاهيم الإبداعية لديهم في المراحل الأولى عند تعليم التلاميذ فإذا تمكنا من غرس المفاهيم الإبداعية ل...
قراءة الكل
لقد ربط علماء نفس الإبداع في بحوث كثيرة بين الإبداع، ومرحلة الطفولة من جهة، وبين الإبداع واللغة من جهة أخرى، ولاشك بأن اللغة هي أول مرحلة في تعليم الأطفال ابتداء من المناغاة وحتى اكتمال صور التعبير اللفظي لديهم، فإذا تمكنا من غرس المفاهيم الإبداعية لديهم في المراحل الأولى عند تعليم التلاميذ فإذا تمكنا من غرس المفاهيم الإبداعية لديهم في المراحل الأولى عند تعليم التلاميذ اللغة، فإننا سنسهم إسهاماً مباشراً في تنشئة التلاميذ تنشئة إبداعية، ونسرب إليهم هذه المهارات التي تثري تفكيرهم ولغتهم على السواء.وقد كان لي ومنذ أمد اهتمام بالإبداع والتفكير الإبداعي، ومهاراته، وبرامجه المختلفة، وقد جذبني بشدة وشوق ما يقدم للأطفال الصغار من برامج عالمية مثيرة للتفكير، وما توصل إليه العلم في هذا المجال، وكنت أفكر مليا وأخطط للاستفادة من هذه البرامج في مجال اللغة، ورأيت إمكانية الاستفادة من هذه البرامج، حيث ستكون ذات فائدة كبيرة.كذلك إن ما توصل إليه علماء النفس واللغة اليوم مثل (لوزاناف، وتشومسكي، وجاردينر.. وغيرهم) من نظريات علمية، وأساليب حديثة ومستجدات في تعليم اللغات تفرض علينا مراجعة كل مفاهيمنا وأساليبنا في تدريس اللغة، والاستفادة من هذه المعطيات، والنظريات التطبيقية في مجال اللغة العربية، ومن هذه المنطلقات جميعاًن وإيماناً بأهمية أقطاب التغيير الرئيسية الثلاثة (اللغة، والإبداع، والأطفال) سأتعرض في كتابي إلى استراتيجيات ومهارات التفكير وبرامجه المختلفة، لعلها تسهم ولو بقد ضئيل في سد فجوة صغيرة في بعض ما تعانيه مناهجنا من قصور في هذا المجال.