يواصل الباحث والروائي عبد الله خليفة رحلة البحث في تكون الأشكال المتعددة من الوعي العربي الإسلامي، مبتدئاً برصد الخريطة السياسية والاجتماعية التي تشكلت في زمن الدولة العباسية الثانية، وكذلك التجليات العلمية المرتبطة بالفلسفة والإنتاج، متوغلاً في تحليل التيارات الفكرية-السياسية التي لعبت دور القوى الاجتماعية الأكثر حضوراُ كالإسما...
قراءة الكل
يواصل الباحث والروائي عبد الله خليفة رحلة البحث في تكون الأشكال المتعددة من الوعي العربي الإسلامي، مبتدئاً برصد الخريطة السياسية والاجتماعية التي تشكلت في زمن الدولة العباسية الثانية، وكذلك التجليات العلمية المرتبطة بالفلسفة والإنتاج، متوغلاً في تحليل التيارات الفكرية-السياسية التي لعبت دور القوى الاجتماعية الأكثر حضوراُ كالإسماعيلية والإثنا عشرية والقرامطة وإخوان الصفا والمعتزلة والأشعرية وغيرها من الاتجاهات التي عبرت عن الألوان الفكرية السياسية المختلفة والتي حاولت أغلبيتها أن تتجاوز النظام الإقطاعي-المذهبي لكنها كانت جزءً من مناخاته ومظاهره.ويرصد الباحث بشكل موسع تجليات الفلسفة كما ظهرت لدى أهم رموزها كالفارابي وابن سينا والرازي والغزلي وابن باجه وابن خلدون وابن رشد وابن طفيل وابن تيمية وملا صدرا الشيرازي.الكتاب يمثل موسعة فكرية واجتماعية تترابط فيه الإبداعات العلمية والتطورات الاقتصادية والتحولات السياسية والأفكار المجردة ويعود فيه الفلاسفة والمنتجون الثقافيون إلى جذورهم، وتتكشف ارتباطاتهم بالنظام الاجتماعي العام، ومحاولاتهم للنفاذ منه دون أن يقدروا على ذلك.إن الفلسفة العربية الإسلامية تظهر هنا في ضوء جديد، كنضال ثقافي قام به أفراد مميزون من الفئات الوسطى، لم يقدروا على الانسلاخ الكلي من النظام التقليدي المهيمن، لأسباب تتعلق بالبنى الاجتماعية ولتبعية الموارد للحكام ولطبيعة الفكر السائد، لكنهم قدموا مادة ثقافية مهمة انتقلت حصيلتها النقدية إلى أوروبا في زمن انتقالها من العصر الوسيط إلى الحداثة.إن الكتاب يمثل حصيلة للفكر العربي التحديثي في عصر جديد.