يعتبر علم الخلية اللبنة الأولى والأساسية التي استندت عليها جميع فروع العلوم الحياتية. ويرجع الفضل في ظهور هذا العلم إلى اختراع المجهر الذي ساهم كثيراً في سبر أغوار تفاصيل مثيرة عن الحياة لم تكن معروفة سابقاً. ونتيجة لمعرفة الإنسان للخلية وتفاصيلها تطورت لديه الكثير من المفاهيم عن الحياة بحيث تمّ إدراك أن ما يقوم به كائن معقد وجب...
قراءة الكل
يعتبر علم الخلية اللبنة الأولى والأساسية التي استندت عليها جميع فروع العلوم الحياتية. ويرجع الفضل في ظهور هذا العلم إلى اختراع المجهر الذي ساهم كثيراً في سبر أغوار تفاصيل مثيرة عن الحياة لم تكن معروفة سابقاً. ونتيجة لمعرفة الإنسان للخلية وتفاصيلها تطورت لديه الكثير من المفاهيم عن الحياة بحيث تمّ إدراك أن ما يقوم به كائن معقد وجبار كالإنسان من وظائف حياتية تقوم به أيضاً خلية بسيطة متواضعة لا ترى بالعين المجردة. هذا وإن معظم التفاصيل الدقيقة الخاصة بالخلايا تمّ التعرف عليها باستخدام المجهر الإلكتروني الذي يعمل على تكبير الأشياء عشرات الألوف من المرات. أما بالنسبة للخلية فهي تعتبر الوحدة التركيبية والوظيفية في الأنظمة الحية. وقد تمّ البحث عن ماهية الخلايا وتركيبها منذ مدة طويلة حتى نشأ فرع علم الخلية . ويعود الفضل في نشوء هذا العلم إلى عدد من فروع المعرفة الأخرى وعلى الأخص علوم الكيمياء والفيزياء البصرية والفسلجة والأجنة والتشريح وغيرها. وأدى ذلك إلى وجود علاقات وطيدة لهذا الفرع مع هذه العلوم وعلوم أخرى حتى أصبح اليوم أحد أعمدة البيولوجيا الجزيئية التي ظهرت حديثاً والتي ساهم علم الخلية كثيراً في ظهوره كفرع من فروع علوم الحياة. كما أن لعلم الخلية علاقة وثيقة جداً بعلم الوراثة وعلم الفسلجة وذلك أن الأول يهتم بالآليات وما إليها من أنزيمات التي لها علاقة في انقسام الخلايا وكيفية انتقال المواد الوراثية إلى الأجيال الجديدة من الخلايا فيما يهتم العلم الثاني بالفعاليات الحيوية التي تتم داخل الخلايا ويوضح من خلالها الأهمية الوظيفية لأجزاء الخلية والآليات التي تتم لقيام الخلايا بالتغذية والتكاثر والنمو وغيرها. هذا ولا يزال يعتبر علم الخلية الركن الرئيسي في أبحاث السلطان ومحاولة التعرف على الأسباب التي تعمل على تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية واكتشاف آليات التسرطن وربما العلاج. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يدرس التركيب الدقيق للخلية ووظائفها. وقد اعتمد المؤلف في توضيحه للتفاصيل التي تمّ شرحها في هذا الكتاب على عدد من الصور المنشورة في بعض المراجع الأجنبية والعربية متوخياً استعراض التفاصيل الدقيقة لتركيب الخلية ومجريات الحياة فيها مستفيداً من الخبرة التي اكتسبها في البحث العلمي والتدريس الأكاديمي الجامعي لسنوات عديدة. والغاية تقديم العلم من خلال هذا الكتاب بطريقة تساهم في فهم واستيعاب مفهوم الحياة وطبيعتها وليتناسب مع الطلبة الجامعيين في أقسام علوم الحياة والعلوم الطبية المساندة والزراعة وفي سبيل هذه الهدف تمّ تزويد الكتاب بالعديد من الرسوم التخطيطية إلى جانب الصور الفوتوغرافية.
