عندما اتسعت رقعة الخلافة وَجَدَت المؤامرات فرصة للظهور، وقد تعاظم ذلك في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه على يد أعداء الدين والأمة بشتى أنواعهم، وفي مقدمتهم السبئية التي عملت بمكر وخبث على تحريض الغوغاء ضد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه الأمر الذي أدى إلى حصاره في داره، ثم إلى شهادته، ووقع بعد ذلك اختلاف الأحبة وتفرقهم واقتتال...
قراءة الكل
عندما اتسعت رقعة الخلافة وَجَدَت المؤامرات فرصة للظهور، وقد تعاظم ذلك في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه على يد أعداء الدين والأمة بشتى أنواعهم، وفي مقدمتهم السبئية التي عملت بمكر وخبث على تحريض الغوغاء ضد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه الأمر الذي أدى إلى حصاره في داره، ثم إلى شهادته، ووقع بعد ذلك اختلاف الأحبة وتفرقهم واقتتالهم وهم مشفقون، إذ كلٌّ منهم يرى أنه على الصواب، وإنما يريد أن يُقوِّم الاعوجاج، الأمر الذي نتج عنه بكيد ومكر إلصاق التهم بالصحابة الكرام، ونشوء الفرق المختلفة، وتحريف النصوص عن مواضعها وتلفيقها، وتقويل أهل خير القرون ما لم يقولوه، واتهامهم بما لم يفعلوه، وظن السوء بما عملوه، وليس بين حوادث تاريخنا حادثة مؤلمة حصل الاختلاف والتفرق بعدها كالحادثة التي أدت إلى شهادة عثمان رضي الله عنه ثم إلى وقعتي الجمل وصِفين، ثم إلى ظهور الخوارج وشهادة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حقًّا إنها فتنة، فُتِنَ الناس بها، وامتُحنوا في ثباتهم وأخلاقهم، ولا يزال أثرها قائمًا إلى اليوم نعاني منه.وأعداء الدين كانوا ولا يزالون يتربصون بالمسلمين الدوائر، ويَسْعَوْن إلى إثارة النعرات للتفرقة بينهم، وتحريش بعضهم على بعض ليضعفوا الطرفين ثم ينالوا من الجميع. ونحن – المسلمين - كما أن لنا في رسول الله أسوة حسنة، كذلك لنا في أهل بيته وأصحابه، ومنهم الحسن بن علي رضي الله عنهما الذي لضآلة مدة حكمه، ثم تنازله عن الخلافة راضيًا لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما مبتغيًا وجه الله مؤثرًا حقن دماء المسلمين وجمع كلمتهم، قلما يذكر مع الخلفاء الراشدين، إنه قام بعمل عظيم، تحققت فيه نبوءة سيد المرسلين. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم، ورضي الله عن الحسن، وجزاه عن الأمة خيرًا.