يستعرض هذا الكتاب الأحداث المختلفة التي شهدتها إيران والعراق في العصر السلجوقي. ومن يقرأه يكتشف كيف تمكن السلاجقة من توحيد إيران والعراق تحت إدارة واحدة ما يقرب من قرن من الزمان حين كانت الصلات قوية بين السلاجقة والخلاقة العباسية، فكان السلاجقة يعدون جنود الخلافة المخلصين.وقد استطاع السلاجقة بعد أقل من نصف قرن من إقامة دولتهم أن...
قراءة الكل
يستعرض هذا الكتاب الأحداث المختلفة التي شهدتها إيران والعراق في العصر السلجوقي. ومن يقرأه يكتشف كيف تمكن السلاجقة من توحيد إيران والعراق تحت إدارة واحدة ما يقرب من قرن من الزمان حين كانت الصلات قوية بين السلاجقة والخلاقة العباسية، فكان السلاجقة يعدون جنود الخلافة المخلصين.وقد استطاع السلاجقة بعد أقل من نصف قرن من إقامة دولتهم أن يبسطوا سيطرتهم على إيران وبلاد ما وراء النهر والعراق وأجزاء كبيرة من الشام وآسيا الصغرى بعد أن أنزلوا هزيمة ساحقة بالروم في موقعة ملازكرد الشهيرة في عام 463هـ (1070م)، فصاروا أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت.وكان السلاجقة أتراكاً مسلمين، متمسكين بالمذاهب السنى، معادين لما سواه، كما كانوا في الأصل قبائل بدوية ذات حظ قليل من الثقافة والحضارة، فغلبت هذه الصفات عليهم بعد قيام دولتهم، فكان أقوى أفراد البيت السلجوقي هو الذي يتولى السلطة، ولم يكن هناك نظام معين للحكم، فالكل يحب الرئاسة لو استطاع إلهيا سبيلاً ويسعى للوصول إليها بكل وسيلة ممكنة، مما أدى إلى تنافس شديد بين أفراد البيت السلجوقي على وسيلة ممكنة، مما أدى إلى تنافس شديد بين أفراد البيت السلجوقي على الإمساك بزمام الأمور في الدولة، واشتعال نيران الحروب الداخلية بينهم، ثم إلى انقسام الدولة وضعفها وسقوطها في النهاية..كما كان لبداوة السلاجقة وقلة حظهم من الثقافة والحضارة أثر في ألوان الحضارة المختلفة في إيران والعراق في العصر السلجوقي، سواء في نظم الحكم أو ي الجوانب الإدارية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية.وكان أهم أثر لبداوة السلاجقة بعد قيام دولتهم اهتمامهم الشديد بالمظاهر الخلابة، مما أدى إلى ازدهار الفنون الجميلة فازدهر فن البناء وفن النقش وفي التصوير وفن الخط وفن التذهيب وسائر الفنون الجميلة الأخرى، بما فيها الفن الأدبي في العربية والفارسية اللتين كانت اللغتين اللتين يعرفهما الدارسون في إيران والعراق ويتلقون بهما العلوم المختلفة، ويؤلف المتخصصون بهما الكتب المختلفة في سائر ألوان العلم والمعرفة.وهكذا كان العصر السلجوقي من العصور المميزة في إيران والعراق في ظل الإسلام، مما يجعله جديراً بالدراسة التي بين أيدينا التي استطاعت أن تبرز خصائصه المتعددة.