نبذة النيل والفرات:غرافيا المدن Geography of Cities، فرع من فروع الجغرافيا البشرية، حديثة العهد، ترجع نشأتها إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ظهرت مقدماتها الأولى على شكل مقاولات وكتب صغيرة تناولت من بين ما تناولت الموقع والموضع كما تفعل راتزل Ratzel سنة 1906. وفي فترة ما بين الحربين العالميتين بدأت تكثر وتتعدد ا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:غرافيا المدن Geography of Cities، فرع من فروع الجغرافيا البشرية، حديثة العهد، ترجع نشأتها إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ظهرت مقدماتها الأولى على شكل مقاولات وكتب صغيرة تناولت من بين ما تناولت الموقع والموضع كما تفعل راتزل Ratzel سنة 1906. وفي فترة ما بين الحربين العالميتين بدأت تكثر وتتعدد الدراسات التفصيلية لكثير من المدن في أوروبا والشرق الأقصى. فوضع جيفرسون Gifferson الأميركي كتاباً عالج فيه تطور المدن الأميركية ونمو مدن بريطانيا وإمبراطوريتها، وتبعه بعد ذلك علماء ألمان قاموا بدراسة بعض المدن الألمانية وخاصة كريستالر الذي وضع قوانين تحكم حجم المدن وتباعدها ومواقعها.وقد وصلت جغرافية المدن مرحلة النضج في النصف الثاني من القرن العشرين بانقسامها إلى تخصصات كجغرافية الموانئ التي برز فيها مورجان Morgan، وإقليم المدينة الذي برز فيه سميلز. وهي اليوم تهتم بدارسة أقاليم المدن وشكلها وتركيبها ووظائفها وسكانها ويتم ذلك كما يقول سميلز Smiles بالملاحظة والتسجيل والرسم والشم والسمع. إن قرابة نصف سكان العالم يعيشون في المدن، وستتخطى نسبتهم النصف في السنوات القليلة القادمة، والزيادة في عدد سكان المدن كلها في البلدان النامية. ومستقبل المدن يحمل بين طياته مخاطر كبيرة-للبيئة المادية والموارد الطبيعية، وللتماسك الاجتماعى ولحقوق الفرد، ولكنه يتيح أيضاً فرصاً هائلة.وأمام هذه الطفرة المتزايدة في النمو المدني أو الحضري، عمل "عبد الله عطوي" على أن تكون له مساهمة في دراسة المدن من باب الجغرافيا، مبتدئاً بالجزء الأول في هذا الكتاب الذي يتضمن: نشأة المدينة وتطورها، وبيئتها وموقعها ووظائف المدن الإدارية والسياسية والحربية، والتجارية، والصناعية والصحية والترفيهية، والدينية والثقافية، وعرج على أحجام المدن، ومشاكلها ليختتم بنموذج تطبيقي حول "تنمية" الموارد المدنية في صيدا "وهي المدينة الساحلية المتوسطة الصغيرة".