الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأتباعه. أما بعد:فإن من له أدنى تأمل في واقع المسلمين اليوم يرى وضعًا يدعو للاستغراب والعجب، بل يدعو للأسى والأسف. لقد كان المسلمون - في قرون مضت - أمة واحدة ينتظمهم عقد واحد وتجمعهم عقيدة واحدة وتؤلف بينهم أخوة الإسلام. ثم أصبحوا لا ترى منهم إلا أشباحًا أشبه بالهياكل، أعداد...
قراءة الكل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأتباعه. أما بعد:فإن من له أدنى تأمل في واقع المسلمين اليوم يرى وضعًا يدعو للاستغراب والعجب، بل يدعو للأسى والأسف. لقد كان المسلمون - في قرون مضت - أمة واحدة ينتظمهم عقد واحد وتجمعهم عقيدة واحدة وتؤلف بينهم أخوة الإسلام. ثم أصبحوا لا ترى منهم إلا أشباحًا أشبه بالهياكل، أعدادهم كبيرة ولكنهم غثاء كغثاء السيل، يشتركون في أداء الشعائر الإسلامية الظاهرة، ولكن أشبه بالأداء الصوري، يعلنون انتماءهم للإسلام ولكنهم لا يرفضون موالاة غيره إلا من رحم ربك. حتى لا تكاد تجد مجتمعًا مستقيمًا قائمًا بالحق إلا قليلاً. ولذلك رأيت أن موضوع (العصيان والخروج) من أجل هذه القضايا وكبراها. فاستخرت الله في بحثه وطرقه مستعينًا به سبحانه، وسائلاً منه التسديد، وأسميته: "مفهوم العصيان والخروج في ضوء منهج أهل السنة والجماعة".